التشويق إلى حج بيت الله العتيق ()

سعيد بن علي بن وهف القحطاني

التشويق إلى حج بيت الله العتيق: مقالةٌ ألَّفها الشيخ - حفظه الله - في التشويق إلى حج بيت الله العتيق، ذكر فيها: فضائل الحج والعمرة والأيام التي يقع فيها الحج، وذكر الأدلة على ذلك من الكتاب والسنة النبوية.

    |

    التشويق إلى حج بيت الله العتيق

    للل

    المقدمة

    الحمد للَّه والصلاة والسلام على رسول اللَّه وعلى آله واصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين.

    أما بعد:

    فهذه كلمات مختصرات في التشويق إلى حج بيت اللَّه العتيق، أسأل اللَّه تعالى أن ينفعني بها، وينفع بها من انتهت إليه. إنه على كل شيء قدير، وبالإجابة جدير، وهي على النحو الآتي:

    أولاً: من حج البيت الحرام،أو اعتمر فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه؛ لحديث أبي هريرة t قال: قال رسول الله ﷺ‬: ((من حج هذا البيت فلم يرفث([1])، ولم يفسق([2])، رجع كما ولدته أمه))([3] وفي لفظ مسلم: ((من أتى هذا البيت فلم يرفث، ولم يفسق، رجع كما ولدته أمه))([4])، وهذا اللفظ يشمل الحج والعمرة([5]).

    ثانياً: العمرة إلى العمرة تكفر ما بينهما، والحج المبرور جزاؤه الجنة؛ لحديث أبي هريرة t أن رسول الله ﷺ‬ قال: ((العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ))([6]).

    والحج المبرور هو الذي لا رياء فيه، ولا سمعة، ولم يخالطه إثم ولا يعقبه معصية، وهو الحج الذي وُفِّيت أحكامه ووقع موقعاً لما طلب من المكلف على الوجه الأكمل، وهو المقبول، ومن علامات القبول أن يرجع خيراً مما كان ولا يعاود المعاصي. والمبرور مأخوذ من البر وهو الطاعة والله أعلم([7]).

    ثالثاً: الحج يهدم ما كان قبله؛ لحديث عمرو بن العاص t، وفيه: أنه قال: فلما جعل الله الإسلام في قلبي أتيت النبي ﷺ‬ فقلت: ابسط يمينك لأُبايِعَكَ، فبسط يمينه، فقبضت يَديَ، قال: ((مالك يا عمرو؟ )) قلت: أردتُ أن أشترط، قال: ((تشترط بماذا؟ )) قلت: أن يغفر لي، قال: ((أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها، وأن الحج يهدم ما كان قبله ))([8]).

    رابعاً: الحج المبرور من أفضل الأعمال بعد الجهاد في سبيل الله؛ لحديث أبي هريرة t قال: سُئِلَ النبي ﷺ‬: أي الأعمال أفضل؟ قال: ((إيمان بالله ورسوله)). قيل: ثم ماذا؟ قال: ((جهاد في سبيل الله)). قيل: ثم ماذا؟ قال: ((حج مبرور))([9]).

    خامساً:الحج والعمرة ينفيان الفقر والذنوب، والحج المبرور ثوابه الجنة؛ لحديث عبد الله بن مسعود t قال: قال رسول الله ﷺ‬: ((تابعوا بين الحج والعمرة؛ فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة وليس للحج المبرور ثواب إلا الجنة))([10]).

    سادساً: أفضل الجهاد وأجمله الحج المبرور؛ لحديث عائشة رضي الله عنها قالت: يا رسول الله، نرى الجهاد أفضل العمل، أفلا نجاهد؟ قال: ((لا، ولكنَّ أفضل الجهاد حج مبرور ) وفي رواية: أنها قالت: قلت: يا رسول الله ألا نغزو ونجاهد معكم؟ فقال: ((لكُنَّ أحسن الجهاد وأجمله الحجُّ حجٌّ مبرور ) قالت عائشة رضي الله عنها: فلا أدع الحج بعد إذ سمعت هذا من رسول الله ﷺ‬([11]).

    وعنها: قالت: قلت: يا رسول الله على النساء جهاد؟ قال: ((نعم عليهن جهاد لا قتال فيه: الحج والعمرة))([12] ولفظ النسائي أنها رضي الله عنها قالت: يا رسول الله، ألا نخرج فنجاهد معك؛ فإني لا أرى عملاً في القرآن أفضل من الجهاد، فقال: ((لا، ولَكُنَّ أحسن الجهاد وأجمله، حج البيت حج مبرور ))([13]).

    سابعاً: الحاج والمعتمر وفدُ الله تعالى؛ لحديث أبي هريرة t قال: قال رسول الله ﷺ‬: ((وفد الله ثلاثة: الغازي، والحاج، والمعتمر))([14]).

    والمعنى: السائرون إلى الله تعالى، القادمون عليه من المسافرين ثلاثة أصناف، فتخصيص هؤلاء من بين العابدين؛ لاختصاص السفر بهم عادة([15])، وفيه إضافة تشريف لهؤلاء.

    ثامناً:المعتمر والحاج يعطيهم الله ما سألوه؛لحديث ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي ﷺ‬ قال: ((الغازي في سبيل الله، والحاج، والمعتمر، وفد الله. دعاهم فأجابوا، وسألوه فأعطاهم))([16]).

    تاسعاً: الحج والعمرة جهاد الكبير، والصغير، والضعيف، والمرأة؛ لحديث أبي هريرة t عن رسول الله ﷺ‬ قال: ((جهاد الكبير، والصغير، والضعيف، والمرأة: الحج والعمرة ))([17]).

    عاشراً:الحاج والمعتمر يلبِّي معه الشجر والحجر حتى تنقطع الأرض عن يمينه وشماله؛ لحديث سهل t قال: قال رسول الله ﷺ‬: ((ما من مسلم يُلبِّي إلا لبَّى من عن يمينه وشماله، من حجرٍ، أو شجرٍ، أو مدرٍ حتى تنقطع الأرض من هاهنا وهاهنا ))([18]).

    الحادي عشر: الله تعالى يباهي بالحجاج في عرفة الملائكة؛ لحديث عائشة رضي الله عنها قالت: إن رسول الله ﷺ‬ قال: ((ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو، ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء؟))([19]).

    الثاني عشر: خير الدعاء دعاء الحجاج يوم عرفة؛ لحديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي ﷺ‬ قال: ((خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيُّون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير))([20]).

    الثالث عشر: عمرة في رمضان تعْدل حجة مع النبي ﷺ‬؛ لحديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، قال: لما رجع النبي ﷺ‬ من حجته قال لأم سنان: ((ما منعك من الحجِّ؟ )) قالت: أبو فلان – تعني زوجها – كان له ناضحان، حج على أحدهما، والآخر يسقي أرضاً لنا، قال ﷺ‬: ((فإن عمرة في رمضان تقضي حجة معي ))([21]).

    الرابع عشر: مسح الحجر الأسود والركن اليماني، يحطّان الخطايا حطّاً، والطواف بالبيت كعتق رقبة، وكل خطوة يُكتب له بها عشر حسنات، ويُحطُّ عنه عشر سيئات، ويُرفع له عشر درجات؛ لحديث عبدالله بن عُبيد بن عُمير عن أبيه، قال: قلت لابن عمر: ما لي لا أراك تستلم إلا هذين الركنين: الحجر الأسود، والركن اليماني؟ فقال ابن عمر: إنْ أفعل فقد سمعت رسول الله ﷺ‬ يقول: ((إن استلامهما يحطُّ الخطايا ) قال: وسمعته يقول: ((من طاف أسبوعاً يحصيه، وصلّى ركعتين كان كعدل رقبة ) قال: وسمعته يقول: ((ما رفع رَجلٌ قدماً ولا وضعها إلا كُتبَ له عشرُ حسنات، وحُطَّ عنه عشرُ سيئات، ورُفع له عشرُ درجات)).، وفي لفظ لأحمد: ((أراك تزاحم على هذين الركنين؟ )) قال: ((إن أفعل، فقد سمعت رسول الله ﷺ‬ يقول: ((إن مسحهما يَحُطَّان الخطايا))([22]).

    الخامس عشر: الصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه؛ لحديث جابر t أن رسول الله ﷺ‬ قال: ((صلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه))([23]).

    السادس عشر:من طاف بالبيت العتيق واستلم الحجر الأسود شهد له يوم القيامة؛ لحديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ‬ في الحجر: ((والله ليبعثنّهُ الله يوم القيامة، له عينان يبصر بهما، ولسانٌ ينطق به، يشهد على من استلمه بحق))([24]).

    وعنه أيضاً قال: قال رسول الله ﷺ‬: ((نزل الحجر الأسود من الجنة أشد بياضاً من الثلج فسوّدته خطايا بني آدم))([25]).

    السابع عشر: من حج البيت كمل إسلامه؛ لحديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه في سؤال جبريل النبي ﷺ‬ عن الإسلام، قال: يا محمد ما الإسلام؟ قال: ((الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وأن تقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتحج البيت، وتعتمر، وتغتسل من الجنابة، وأن تتم الوضوء، وتصوم رمضان)). قال: فإذا فعلت ذلك فأنا مسلم؟ قال: ((نعم)) قال: صدقت([26]).

    الثامن عشر:الحاج إذا خرج من بيته قاصداً البيت الحرام كتب له بكل خطوة يخطوها هو ودابته حسنة، ومحا الله عنه خطيئة، ورفعت له درجة؛لحديث عبادة بن الصامت t يرفعه،وفيه:((فإن لك من الأجر إذا أممت البيت العتيق أن لا ترفع قدماً، أو تضعها أنت ودابتك إلا كتبت لك حسنة،ورفعت لك درجة))([27]وفي حديث ابن عمر رضي الله عنهما يرفعه:((...فإنك إذا خرجت من بيتك تؤمُّ البيت الحرام لا تضعُ ناقتك خفاً، ولا ترفعه إلا كتب [الله] لك به حسنة، ومحا عنك خطيئة))([28]).

    التاسع عشر:الحاج والمعتمر يكتب له بركعتي الطواف عتق رقبة من بني إسماعيل؛ لحديث ابن عمر رضي الله عنهما وفيه: (( ... وأما ركعتاك بعد الطواف كعتق رقبة من بني إسماعيل))([29]).

    العشرون: طواف الحاج أو المعتمر بين الصفا والمروة، كعتق سبعين رقبة؛ لحديث ابن عمر رضي الله عنهما وفيه (( ... وأما طوافك بالصفا والمروة، كعتق سبعين رقبة))([30]).

    الحادي والعشرون: الحاج يُغفر له في وقوفه بعرفة، ولو كانت ذنوبه عدد الرمل، أو قطر المطر، ويباهي به الله الملائكة؛لحديث ابن عمر يرفعه وفيه: ((...وأما وقوفك عشية عرفة،فإن الله يهبط إلى السماء الدنيا فيباهي بكم الملائكة،ويقول:عبادي جاؤوني شعثاً من كل فجٍّ عميقٍ يرجون رحمتي،فلو كانت ذنوبكم كعدد الرمل،أو كقطر المطر،أو كزبد البحر لغفرتها،أفيضوا عبادي مغفوراً لكم،ولمن شفعتم له))([31]).

    وفي حديث عبادة بن الصامت t يرفعه: ((وأما وقوفك بعرفة فإن الله ﷻ‬ يقول لملائكته:يا ملائكتي ما جاء بعبادي؟قالوا:جاؤوا يكتسبون رضوانك والجنة،فيقول الله ﷻ‬:فإني أشهد نفسي وخلقي أني قد غفرت لهم،ولو كانت ذنوبهم عدد أيام الدهر،وعدد رمل عالج))([32]).

    وفي لفظ لحديث ابن عمر رضي الله عنهما:((فإذا وقفت بعرفة، فإن الله ﷻ‬ ينزل إلى السماء الدنيا فيقول:((انظروا إلى عبادي شعثاً غبراً،اشهدوا أني قد غفرت لهم ذنوبهم،وإن كانت عدد قطر السماء ورمل عالج([33])...)) ([34]).

    وعن أبي هريرة t،عن رسول الله rقال:((إن الله يباهي بأهل عرفات ملائكة السماء، فيقول: ((انظروا إلى عبادي هؤلاء جاؤوني شعثاً غبراً))([35]).

    وعَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ‬ كَانَ يَقُولُ: ((إِنَّ اللَّهَ ﷻ‬ يُبَاهِى مَلاَئِكَتَهُ عَشِيَة عَرَفَةَ بِأَهْلِ عَرَفَةَ، فَيَقُولُ: انْظُرُوا إِلَى عِبَادِى، أَتَوْنِى شُعْثًا غُبْرًا))([36]).

    الثاني والعشرون:يغفر الله تعالى لأهل عرفات،وأهل المشعر؛ لحديث أنس بن مالك t قال: وقف النبي ﷺ‬ بعرفات، وقد كادت الشمس أن تؤوب([37] فقال: ((يا بلال، أنصت لي الناس) فقام بلال فقال: أنصتوا لرسول الله ﷺ‬ ، فأنصت الناس فقال: ((معشر الناس، أتاني جبريل u آنفاً، فأقرأني من ربِّي السلام، وقال: إن الله ﷻ‬ غفر لأهل عرفات، وأهل المشعر، وضمن عنهم التَّبعات([38])))، فقام عمر بن الخطاب t فقال: يا رسول الله! هذا لنا خاصة؟ قال: ((هذا لكم ولمن أتى من بعدكم إلى يوم القيامة) فقال عمر بن الخطاب t: كَثُرَ خيرُ الله وطاب))([39]) .

    وعَنْ بِلَالِ بْنِ رَبَاحٍ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ‬ قَالَ لَهُ غَدَاةَ جَمْعٍ:((يَا بِلَالُ أَسْكِتْ النَّاسَ))،أَوْ ((أَنْصِتْ النَّاسَ)ثُمَّ قَالَ:((إِنَّ الله تَطَوَّلَ عَلَيْكُمْ([40]) فِي جَمْعِكُمْ هَذَا فَوَهَبَ مُسِيئَكُمْ لِـمُحْسِنِكُمْ،وَأَعْطَى مُحْسِنَكُمْ مَا سَأَلَ،ادْفَعُوا بِاسْمِ الله))([41]).

    الثالث والعشرون: الحاج له بكل حصاة يرمي بها الجمار مع التوبة تكفير كبيرة من الموبقات؛ لحديث ابن عمر رضي الله عنهما وفيه: ((وأما رميك الجمار؛ فلك بكل حصاة رميتها تكفير كبيرة من الموبقات...))([42] وعن ابن عباس رضي الله عنهما رفعه إلى النبي ﷺ‬ قال: ((لما أتى إبراهيم خليل الله المناسك عرض له الشيطان عند جمرة العقبة، فرماه بسبع حصيات حتى ساخ([43]) في الأرض، ثم عرض له عند الجمرة الثانية، فرماه بسبع حصيات حتى ساخ في الأرض، ثم عرض له عند الجمرة الثالثة فرماه بسبع حصيات حتى ساخ في الأرض))، قال ابن عباس رضي الله عنهما: الشيطان ترجمون، وملَّة أبيكم إبراهيم تتَّبعون))([44]) .

    الرابع والعشرون: الحاج يُعطى بكل شعرة حلقها حسنة، وتُمحى عنه بها خطيئة، وله بكل شعرة نور يوم القيامة، وما ينحره من الهدي مُدَّخَرٌ له عند الله؛ لحديث ابن عمر وفيه ((...وأما نحرك فمدخور لك عند ربك، وأما حلاقك رأسك، فلك بكل شعرة حلقتها حسنة، وتمحى عنك بها خطيئة ...))([45] وفي حديث عبادة بن الصامت t: (( ... وأما حلقك رأسك، فإنه ليس من شعرة تقع في الأرض إلا كانت لك نوراً يوم القيامة...))([46]).

    الخامس والعشرون: إذا لبَّى الملبِّي في الحجّ، أو كبَّر بُشِّرَ بالجنة؛ وفضل رفع الصوت بالتلبية؛ لحديث أبي هريرة t، عن النبي ﷺ‬ قال: ((ما أهلَّ مهلٌّ([47])، ولا كبَّر مُكبِّرٌ إلا بُشِّر))، قيل: يا رسول الله بالجنة؟ قال: ((نعم))([48]).

    وعن أبي بكر الصديق t: أن رسول الله ﷺ‬ سُئل: أي الأعمال أفضل؟ قال: ((العجُّ([49])، والثجُّ([50])))([51] ولفظ الترمذي: أن رسول الله ﷺ‬ سُئل: أيُّ الحج أفضل؟ قال: ((العجُّ، والثجُّ))([52]).

    السادس والعشرون: الحج يقع معظمه في أفضل أيام الدنيا: عشر ذي الحجة؛ لحديث جابر t ، أن رسول الله ﷺ‬ قال: ((أفضل أيام الدنيا أيام العشر)) – يعني عشر ذي الحجة – قيل: ولا مثلهنَّ في سبيل الله؟ قال: ((ولا مثلهن في سبيل الله إلا رجلٌ عَفَّر وجهه في التراب))، وذكر عرفة، فقال: ((يوم مباهاةٍ ينزل الله تبارك وتعالى إلى سماء الدنيا، فيقول: ((عبادي شُعثاً غُبراً ضاحين([53])، جاؤوا من كلِّ فجٍّ عميقٍ، ويستعيذون من عذابي، ولم يروا يوماً أكثر عتيقاً وعتيقة من النار)) هذا لفظ البزار.

    ولفظ أبي يعلى: ((ما من أيام أفضل عند الله من عشر ذي الحجة)) فقال رجل يا رسول الله! هي أفضل أم عدتهنّ جهاداً في سبيل الله؟ فقال: ((هي أفضل من عدتهن جهاداً في سبيل الله إلا عفيراً يعفِّر وجهه في التراب([54])، وما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة، ينزل الله إلى السماء الدنيا فيباهي بأهل الأرض أهل السماء، فيقول: انظروا عبادي شعثاً غبراً ضاحين، جاؤوا من كلِّ فجٍّ عميقٍ، لم يروا رحمتي، ولم يروا عذابي، فلم أر يوماً أكثر عتيقاً من النار من يوم عرفة))([55]).

    ولعِظَمِ فضلها أقسم الله تعالى بها في كتابه بقوله: ]وَالْفَجْر* وَلَيَالٍ عَشْر[([56])، وهي عشر ذي الحجة كما قاله ابن عباس، وابن الزبير، ومجاهد، وابن كثير، وابن القيم، وغير واحد من السلف والخلف([57]).

    وهي الأيام التي يكون العمل فيها أفضل من الجهاد في سبيل الله تعالى؛ لحديث ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله ﷺ‬: ((ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر) قالوا: يا رسول الله! ولا الجهاد في سبيل الله؟ فقال رسول الله ﷺ‬: ((ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء))([58]).

    وهي أيام عظيمة عند الله، والأعمال فيها أحب إليه فيهن؛ لحديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي ﷺ‬ قال: ((ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه من العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن: من التهليل، والتكبير، والتحميد))([59]).

    السابع والعشرون: ماء زمزم شفاء سُقمٍ وطعام طعمٍ، وهو لما شرب له؛ لحديث أبي ذر t، في قصته الطويلة، وفيها: أن النبي ﷺ‬ قال له وهو في المسجد الحرام: ((متى كنت هاهنا؟) قال: قد كنت هاهنا منذ ثلاثين ما بين ليلة ويومٍ قال: ((فمن كان يطعمك؟)) قال: قلت: ما كان لي طعام إلا ماءُ زمزم فسمنت حتى تكسّرت عُكنُ بطني، وما أجد على كَبدي سُخْفةَ جوعٍ، قال: ((إنها مباركةٌ، إنها طعامُ طُعمٍ))([60]).

    ولفظ البيهقي: ((إنها مباركة، إنها طعام طُعمٍ، وشِفاء سُقْمٍ))([61]).

    ولفظ البزار: ((زمزم طعام طُعم وشِفاء سُقم))([62]).

    وعن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله ﷺ‬: ((خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم، فيه طعام من الطعم، وشفاء من السُّقم، وشر ماء على وجه الأرض ماء بوادي بَرَهُوت بقية [بـ]حضرموت (عليه] كرجل الجراد من الهوامِّ يصبح يتدفق، ويمسي لا بلال بها))([63]).

    وعن جابر t، عن النبي ﷺ‬ قال: ((ماء زمزم لما شُرِب له))([64]).

    وعن عائشة رضي الله عنها:أنها حَمَلَتْ ماء زمزم في القوارير، وقالت:((حمله رسول الله ﷺ‬ في الأداوي والقرب،فكان يصبُّ على المرضى ويسقيهم))([65]).

    قال ابن القيم رحمه الله: ((وقد جربت أنا وغيري من الاستشفاء بماء زمزم أموراً عجيبة، واستشفيت به من عِدَّة أمراضٍ فبرأْتُ بإذن الله))([66] وقال رحمه الله: ((لقد مرَّ بي وقتٌ في مكة سقمتُ فيه ولا أجد طبيباً، ولا دواءً، فكنت أُعالج نفسي بالفاتحة فأرى لها تأثيراً عجيباً، آخذ شربةً من ماء زمزم وأقرؤها عليها مراراً، ثم أشربه فوجدت بذلك البُرْءَ التَّام، ثم صرتُ أعتمد ذلك عند كثير من الأوجاع فأنتفع به غاية الانتفاع، فكنت أصف ذلك لمن يشتكي ألماً، فكان كثير منهم يبرأ سريعاً))([67]).

    الثامن والعشرون: إذا طاف الحاجُّ طواف الوداع خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه؛ لحديث عبادة بن الصامت t، وفيه: ((... وأما طوافك بالبيت إذا ودَّعت فإنك تخرج من ذنوبك كيوم ولدتك أمك))([68]).

    وفضائل الحج والعمرة لا تحصل إلا لمن أخلص عمله لله، وأدَّى حجه أو عمرته على هدي رسول الله ﷺ‬، فهذان شرطان لابد منهما في قبول كل قول وعمل:

    الشرط الأول: الإخلاص للمعبود؛ لقوله ﷺ‬: ((إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى))([69]). ولهذا حَرِصَ النبي ﷺ‬ على الإخلاص والدعاء به، فعن أنس بن مالك t قال: حجَّ النبي ﷺ‬ على رَحْلٍ رثٍّ وقطيفة([70]) تسْوى أربعة دراهم، أو لا تسْوَى ثم قال: ((اللهم حِجةٌ لا رياءَ فيها ولا سُمعة))([71]).

    الشرط الثاني: المتابعة للرسول ﷺ‬ ؛ لقوله: ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد))([72])، فمن أخلص أعماله لله، مُتَّبعاً في ذلك رسول الله ﷺ‬، فهذا الذي عمله مقبول، ومن فقد الأمرين أو أحدهما فعمله مردود داخل في قوله تعالى: ]وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا[([73] ومن جمع الأمرين فهو داخل في قوله تعالى: ]وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ[([74] وقوله: ]بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ[([75])، فحديث عمر t ((إنما الأعمال بالنيات)) ميزان للأعمال الباطنة، وحديث عائشة رضي الله عنها ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)) ميزان للأعمال الظاهرة، فهما حديثان عظيمان يدخل فيهما الدين كله، أصوله، وفروعه، ظاهره وباطنه([76]).

    وأسأل اللَّه تعالى بأسمائه الحسنى، وصفاته العُلا أن يتقبَّل منّي ومن حجّاج بيت اللَّه العتيق، ومن جميع المؤمنين، وصلى اللَّه وسلم على نبيّنا محمد، وعلى آله وأصحابه، وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين.

    كتبه

    الفقير إلى الله تعالى سعيد بن علي بن وهف القحطاني

    &&&

    ([1]) فلم يرفث: قال ابن عباس رضي الله عنهما: ((إنما الرفث ما روجع به النساء))، كأنه يرى الرفث الذي نهى الله عنه ما خوطبت به المرأة، فأما ما يقوله ولم تسمعه امرأة فغير داخل فيه. وقال الأزهريُّ: ((الرفث: كلمة جامعة لكل ما يريده الرجل من المرأة )). [النهاية في غريب الحديث، لابن الأثير، 2/ 241].

    وقال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسير قوله تعالى: (فلا رفث): أي من أحرم بالحج أو العمرة فليجتنب الرفث، وهو الجماع، كما قال تعالى: ] أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ [ [البقرة: 187]، وكذلك يحرم تعاطي دواعيه: من المباشرة، والتقبيل، ونحو ذلك، وكذلك التكلم به بحضرة النساء )) [تفسير القرآن العظيم، 2/ 242].

    ([2]) ولم يفسق: أصل الفسوق الخروج عن الاستقامة، والجور، وبه سُمِّيَ العاصي فاسقاً. [ النهاية في غريب الحديث، لابن الأثير، 3/ 446]، ولا شك أن الفسوق: هو جميع المعاصي كما قال الله تعالى: ]الْـحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْـحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ[ [البقرة: 197]، فيدخل في الفسوق جميع المعاصي كما صوَّبه الإمام ابن كثير في تفسيره، 2/ 244، ومن ذلك الوقوع في محظورات الإحرام، والسباب، والشتم، كما قال النبي ﷺ‬: (سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر) [أخرجه البخاري برقم 6044، ومسلم، برقم 63. وغير ذلك من أنواع المعاصي، وسمعت شيخنا ابن باز رحمه الله يقول أثناء تقريره على صحيح البخاري، الحديث رقم 1521، والحديث رقم 1819: ((يدخل في الفسق المعاصي التي قبل الحج، فإذا كان مُصِرَّاً عليها فهو فاسق )((والرفث: الجماع ودواعيه)).

    ([3]) متفق عليه: صحيح البخاري، كتاب الحج، باب فضل الحج والعمرة، برقم 1521، وكتاب المحصر، برقم 1819، ومسلم، كتاب الحج، باب فضل الحج والعمرة، برقم 1350.

    ([4]) صحيح مسلم،برقم 1350، وفي الترمذي ((غفر له ما تقدم من ذنبه)).انظر:صحيح الترمذي1/245.

    ([5]) انظر: فتح الباري 3/382.

    ([6]) متفق عليه: صحيح البخاري، كتاب العمرة، باب العمرة، وجوب العمرة وفضلها، برقم 1773، ومسلم، كتاب الحج، باب في فضل الحج والعمرة ويوم عرفة، برقم 1349.

    ([7]) انظر: فتح الباري 3/382 وشرح النووي على صحيح مسلم 9/119.

    ([8]) صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب كون الإسلام يهدم ما قبله، وكذا الهجرة والحج،برقم 121.

    ([9]) البخاري،كتاب الحج،باب فضل الحج المبرور،برقم 1519،وانظر:البخاري مع الفتح،3/ 381.

    ([10]) الترمذي، كتاب الحج، باب ما جاء في ثواب الحج والعمرة، برقم 810، والنسائي, كتاب مناسك الحج، باب فضل المتابعة بين الحج والعمرة، برقم 2631، وقال عنه الألباني في صحيح الترمذي، 1/ 426: ((حسن صحيح ))، وفي صحيح النسائي، 2/ 240: ((حسن صحيح))، وجاء الحديث مختصراً عن ابن عباس في سنن النسائي، برقم 2630 بلفظ: ((تابعوا بين الحج والعمرة؛ فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد )), وصححه الألباني في صحيح النسائي، 2/ 240، وكذلك عند ابن ماجه, من حديث عمر t بلفظ: ((تابعوا بين الحج والعمرة؛ فإن المتابعة بينهما تنفي الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد ))، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه، 3/ 6.

    ([11]) البخاري، كتاب الحج، باب فضل الحج المبرور، برقم 1520، وكتاب جزاء الصيد، باب حجُّ النساء، برقم1861، وكتاب الجهاد، باب فضل الجهاد، برقم 2784 بلفظ: ((لكن أفضل الجهاد حج مبرور ))، وباب جهاد النساء، برقم 2875، بلفظ: قالت: استأذنت النبي ﷺ‬ في الجهاد، فقال: ((جهادكُنَّ الحج )).

    ([12]) ابن ماجه، كتاب المناسك، باب الحج جهاد النساء، برقم 2901، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه, 3/ 10، وفي إرواء الغليل، 4/151 برقم 981، وقال: ((في البخاري نحوه )) يعني حديث عائشة السابق.

    ([13]) أخرجه النسائي, كتاب مناسك الحج، باب فضل الحج، برقم 2628، وصححه الألباني في صحيح النسائي، 2/ 240..

    ([14]) النسائي, كتاب مناسك الحج، باب فضل الحج، برقم 2625، وصححه الألباني في صحيح النسائي 2/ 239، وسمعت شيخنا ابن باز رحمه الله يقول أثناء تقريره على سنن النسائي، الحديث رقم 2626: ((سنده جيد )).

    ([15]) حاشية السندي على سنن النسائي، 5/ 113.

    ([16]) ابن ماجه، كتاب المناسك، باب فضل دعاء الحاج، برقم 2893، وحسنه الألباني في صحيح ابن ماجه، 3/ 8، وفي الأحاديث الصحيحة 4/433.

    ([17]) النسائي، كتاب مناسك الحج، باب فضل الحج، برقم 2626، وحسنه الألباني في صحيح النسائي 2/ 239.

    ([18]) الترمذي، كتاب الحج، باب ما جاء في فضل التلبية والنحر، برقم 828، وابن ماجه، كتاب المناسك، باب التلبية، برقم 2921، وصححه الألباني في صحيح الترمذي، 1/ 431، وفي صحيح ابن ماجه، 3/ 16، وفي صحيح الترغيب والترهيب، 2/ 22.

    ([19]) مسلم، كتاب الحج، باب فضل الحج والعمرة، ويوم عرفة، برقم 1349.

    ([20]) الترمذي,كتاب الدعوات،باب دعاء يوم عرفة،برقم 3585،وحسنه الألباني في صحيح الترمذي،3/472،وفي الأحاديث الصحيحة،4/6،برقم 1503،وفي صحيح الجامع، 3/121 .

    ([21]) متفق عليه: البخاري، كتاب جزاء الصيد، باب حج النساء، برقم 1863، ومسلم، كتاب الحج، باب فضل العمرة في رمضان، برقم 222-(1256)، وفي لفظ لمسلم: ((فإذا جاء رمضان فاعتمري، فإن عمرة فيه تعدل حجة )).

    ([22]) أحمد في المسند، 8/ 31، برقم 4462، و9/ 513، برقم 5701، وقال محققو المسند: ))حديث حسن ((، وأخرجه بنحوه الترمذي، كتاب الحج، باب ما جاء في استلام الركنين، برقم 959، وصححه الألباني في صحيح الترمذي، 1/491- 492، وقد استوفى تخريج هذا الحديث محققو مسند الإمام أحمد، 8/ 31، برقم 4462، و9/ 513، وبرقم 5701، فيراجع لمن شاء. وأخرجه النسائي بنحوه، كتاب مناسك الحج، باب ذكر الفضل في الطواف بالبيت، برقم 2919، وصححه أيضاً الألباني في صحيح النسائي، 2/319، وابن ماجه مختصراً، في كتاب مناسك الحج، باب فضل الطواف، برقم 2956، وصححه الألباني أيضاً في صحيح ابن ماجه، 2/27، وابن خزيمة، 4/218, برقم 2729.

    ([23]) ابن ماجه،كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها،باب ما جاء في فضل الصلاة في المسجد الحرام، ومسجد النبي ﷺ‬،برقم 1604،وأحمد،3/ 343،وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه،1/236، وفي إرواء الغليل، 4/341.

    ([24]) الترمذي، كتاب الحج، باب ما جاء في الحجر الأسود، برقم 961، وابن خزيمة، 4/20، وأحمد 1/266، وصححه الألباني في صحيح الترمذي، 1/493.

    ([25]) ابن خزيمة بلفظه، 2/220، والترمذي، كتاب الحج، باب ما جاء في فضل الحجر الأسود، والركن والمقام، برقم 877، ولفظه: ((... وهو أشد بياضاً من اللبن ))، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي، 1/ 452.

    ([26]) ابن خزيمة في صحيحه، برقم 1 ، 1/3، والحديث في البخاري من حديث أبي هريرة، برقم 50 بغير هذا السياق، وهو في مسلم، برقم8، من حديث عمر، بغير سياق ابن خزيمة، والحديث صححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، 2/6.

    ([27]) رواه الطبراني في الأوسط [مجمع البحرين، 3/185، برقم 1650]، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد، 3/277: ((وفيه محمد بن عبد الرحيم بن شروس، ذكره ابن أبي حاتم، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، ومن فوقه موثوقون))، وحسنه الألباني لغيره، في صحيح الترغيب والترهيب، 2/10/12.

    ([28]) رواه ابن حبان ، برقم 1887، والبزار، برقم 1082، والطبراني في الكبير، برقم 13566، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد، 3/274: ((رواه الطبراني في الكبير بنحوه، ورجال البزار موثوقون))، وحسنه الألباني لغيره في صحيح الترغيب والترهيب، 2/10.

    ([29]) ابن حبان: 1887، والبزار، برقم 1082، والطبراني في الكبير، برقم 13566، من حديث ابن عمر السابق، وحسنه الألباني لغيره في صحيح الترغيب والترهيب، 2/10.

    ([30]) ابن حبان، والبزار، والطبراني، من حديث ابن عمر السابق، وحسنه الألباني لغيره في صحيح الترغيب والترهيب، 2/10.

    ([31]) ابن حبان، والبزار، والطبراني، من حديث ابن عمر السابق، وحسنه الألباني لغيره في صحيح الترغيب والترهيب، 2/10.

    ([32]) الطبراني في الأوسط [مجمع البحرين، 3/185، برقم 1650]، من حديث عبادة السابق، وحسنه الألباني لغيره في صحيح الترغيب والترهيب، 2/10.

    ([33]) رَمْلٌ عَالِجٌ:جبال متواصلة يتصل أعلاها بالدّهناء والدّهناء بقرب اليمامة وأسفلها بنجد، ويتسع اتساعاً كثيراً حتى قال البكري رمل عالج يحيط بأكثر أرض العرب. [المصباح المنير،مادة علج].

    ([34]) ابن حبان، برقم 1887، والبزار، برقم 1082، والطبراني في الكبير، برقم، 13566، وتقدم تخريجه، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، 2/36.

    ([35]) أحمد، 13/ 415، وقال محققو المسند، 11/ 415: ((صحيح، وهذا إسناد حسن))، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، 2/33.

    ([36]) أحمد، 13/ 660، برقم 7089، وقال محققو المسند، 11/ 660: ((إسناده لا بأس به))، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، 2/ 34.

    ([37]) تؤوب: أي تغرب، غَرَبت من الأوْب: الرجوع لأنها ترجع بالغروب إلى الموضع الذي طَلَعْت منه. [النهاية في غريب الحديث، مادة ((أوب))]

    ([38]) التبعات: مفرده: تَّبِعَة، والتبعة: ما يَتْبَع المالَ من نَوَائِب الحقوق، وهو من تَبِعْتُ الرجُل بِحَقّي. [النهاية، مادة ((تبع))].

    ([39]) ذكره المنذري في الترغيب والترهيب، 2/157، برقم 1737، وعزاه جازماً به إلى ابن المبارك، وصححه لغيره العلامة الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، 2/33، وقال في حاشيته في هذا الموضع: (( .. ومع ذلك فله شواهد خرَّجتها في الصحيحة، 1624)).

    ([40]) تطوّل عليكم:من طاول:مُفاعَلة من الطَّوْل بالفتح،وهو الفَضْل والعُلُوّ.[النهاية،مادة ((طول))].

    ([41]) أخرجه ابن ماجه، كتاب المناسك، باب الوقوف بجمع، برقم 3024، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه، 3/ 48، وفي الصحيحة، برقم 1624.

    ([42]) تقدم تخريجه من حديث ابن عمر السابق،وحسنه الألباني لغيره،في صحيح الترغيب والترهيب، 2/10.

    ([43]) ساخ في الأرض: أي غاص فيها.

    ([44]) ابن خزيمة: برقم 2967، والحاكم، 1/466، وصححه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي على شرط مسلم، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، 1/37.

    ([45]) تقدم تخريجه من حديث ابن عمر السابق عند ابن حبان، والبزار، والطبراني، وحسنه الألباني لغيره في صحيح الترغيب والترهيب، 3/10.

    ([46]) تقدم تخريجه في الطبراني في الأوسط، كما قال الهيثمي في مجمع الزوائد، 3/274، وحسنه الألباني لغيره في صحيح الترغيب والترهيب، 2/11، و39.

    ([47]) أهلَّ: رفع صوته بالتلبية: الترغيب والترهيب للمنذري ، 2/138.

    ([48]) الطبراني في الأوسط، برقم 1706، مجمع البحرين في زوائد المعجمين، 3/218) وحسنه الألباني لغيره في صحيح الترغيب والترهيب، 2/24.

    ([49]) العجُّ: رفع الصوت بالتلبية.

    ([50]) الثجُّ: سيلان دم الهدايا والأضاحي.

    ([51]) ابن ماجة، كتاب المناسك، باب رفع الصوت بالتلبية، برقم 1924، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجة، 3/17، وفي صحيح الترغيب والترهيب، 2/24.

    ([52]) الترمذي كتاب الحج، باب ما جاء في فضل التلبية والنحر، برقم 827، وصححه الألباني في صحيح الترمذي، 1/431.

    ([53]) ضاحين: بارزين للشمس لا يظلهم شيء. [انظر: النهاية لابن الأثير، مادة ((ضحي)).

    ([54]) عفيراً يعفر وجهه: العفر: ظاهرُ التُّرابِ ويُسَكَّنُ، ج : أعْفارٌ ... وعَفَرَهُ في التُّرابِ يَعْفِرُهُ، وعَفَّرَهُ فانْعَفَرَ وتَعَفَّرَ:مَرَّغَهُ فيه،أو دسَّهُ وضَرَبَ به الأرضَ كاعْتَفَرَهُ. [القاموس المحيط، مادة ((عفر))].

    ([55]) أخرجه البزار في كشف الأستار، برقم 1128، وهو في مختصر زوائد مسند البزار على الكتب الستة، ومسند أحمد، لابن حجر، 1/456، برقم 777، ورواه ابن حبان، برقم 3842، وأبو يعلى، 4/69، برقم 2090، وقال الإمام المنذري في الترغيب والترهيب، 2/151: ((رواه البزار بإسناد حسن، وأبو يعلى بإسناد صحيح))، وصححه الألباني لغيره في صحيح الترغيب والترهيب، 2/32.

    ([56]) سورة الفجر، الآيتان: 1- 2.

    ([57]) تفسير ابن كثير، 4/106، وزاد المعاد، 1/56.

    ([58]) البخاري، كتاب العيدين، باب فضل العمل في أيام التشريق، برقم 969، والترمذي، كتاب الصوم عن رسول الله ﷺ‬، باب ما جاء في العمل في الأيام العشر، برقم 757، واللفظ له.

    ([59]) أحمد، برقم 5446، 6154، وصححه أحمد شاكر، 7/44.

    ([60]) مسلم، كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل أبي ذر t، برقم 2473.

    ([61]) البيهقي في السنن الكبرى، 5/ 147، والبيهقي في دلائل النبوة، 2/ 208- 212، وصححه الألباني في صحيح الجامع، برقم 2435.

    ([62]) البزار، [مختصر زوائد مسند البزار على الكتب الستة ومسند أحمد، برقم 800]، وقال المنذري في الترغيب والترهيب: ((رواه البزار بإسناد صحيح))، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، 2/ 40.

    ([63]) الطبراني في المعجم الكبير، 11/ 98، برقم 11167، وفي المعجم الأوسط، [مجمع البحرين بزوائد المعجمين، 3/ 234، برقم 1738]، ما بين المعقوفين من المعجم الأوسط، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب،2/ 40،وفي سلسلة الأحاديث الصحيحة،برقم 1056.

    ([64]) ابن ماجه، كتاب المناسك، باب الشرب من زمزم، برقم 3062، وأحمد، 3/ 357، 372، وابن أبي شيبة، 7/ 453، وصححه الألباني، في صحيح ابن ماجه، 3/ 59.

    ([65]) الترمذي، كتاب الحج، باب 115، برقم 963، والحاكم، 1/ 585، والبيهقي في الكبرى، 5/ 202، وفي شعب الإيمان، 3/ 482، برقم 4129، وأبو يعلى، 8/ 139، برقم 4683، وصححه الألباني في صحيح الترمذي،1/ 493،وفي سلسلة الأحاديث الصحيحة،برقم 883.

    ([66]) زاد المعاد، 4/ 178، 393.

    ([67]) زاد المعاد، 4/ 178، والجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي، ص 21.

    ([68]) رواه الطبراني في الأوسط [مجمع البحرين في زوائد المعجمين، 3/ 185، برقم 1650]، وحسنه الألباني لغيره في صحيح الترغيب والترهيب، 2/ 10، 11.

    ([69]) متفق عليه: البخاري، كتاب بدء الوحي، باب كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله ﷺ‬، برقم 1، ومسلم، كتاب الإمارة، باب قوله ﷺ‬: ((إنما الأعمال بالنية))، برقم 1907.

    ([70]) قطيفة: كساءٌ له خمْلٌ. الترغيب للمنذري، 2/ 130.

    ([71]) ابن ماجه، كتاب المناسك، باب الحج على الرحل، برقم 2890، والترمذي في الشمائل، برقم 327، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه، 3/ 7، وفي مختصر الشمائل، برقم 288، وفي صحيح الترغيب والترهيب، 2/ 17.

    ([72])متفق عليه: البخاري، كتاب الصلح، باب إذا اصطلحوا على صلح جور فالصلح مردود، برقم 2697، ومسلم كتاب، الأقضية، باب نقض الأحكام الباطلة ورد محدثات الأمور، برقم 1718، وهذا لفظ مسلم، أما لفظ البخاري: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد )).

    ([73]) سورة الفرقان، الآية: 23.

    ([74]) سورة النساء، الآية: 125.

    ([75]) سورة البقرة، الآية: 112.

    ([76]) انظر: بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار، للعلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي، ص10.