بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
أما بعد:
فمن عظيم نعمة الله تعالى على الإنسان أن يمنَّ عليه بالإسلامِ، والثباتِ عليه، والعملِ بأحكامهِ وشرائعهِ، وفي هذا الكتاب يتعلّم المسلم أصولا يستقيم بها دينه بأسلوبٍ مختصرٍ يوضّح له معالم هذا الدينِ العظيم؛ لتزيد معرفته بربه تعالى، ودينه الإسلام، ونبيه محمد ﷺ؛ فيعبد الله تعالى على بصيرةٍ وعلم.
خلقنا الله تعالى لحِكمة عظيمة هي عبادته وحده لا شريك له، كما قال سبحانه: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات: 56] أي: ليفردوه بالعبادة وحده لا شريك له، وهذا المقصد العظيم تدور حوله كل أعمالنا ومقاصدنا في هذه الدنيا، قال سبحانه: ﴿ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ * فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ﴾ [المؤمنون: 115-116].
· قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [البقرة: 21].
· قال تعالى: ﴿ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ﴾ [الحشر: 22].
قال تعالى: ﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ [التوبة: 128].
قال تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾ [الأنبياء: 107].
مُحَمّد ﷺ الرحمة المهداة:
4- الصلاة عليه ﷺ وهي: الثناء عليه ﷺ وسؤال الله أن يعلي ذكره ويزيده تعظيما وتشريفا، قال ﷺ: (من صلى عليّ صلاة صلى الله عليه بها عشرا) رواه مسلم.
5- النهي عن الغلو في حقه ﷺ ورفعه فوق المنزلة التي أعطاه الله إياها فقد حذر النبي ﷺ من ذلك أشد التحذير حيث قال ﷺ: (لا تطروني، كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبده، فقولوا عبد الله، ورسوله) رواه البخاري.
قال تعالى: ﴿ يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورًا مبيناً﴾ [النساء: 174].
القرآن الكريم هو كلام الله تعالى الذي تكلّم به على الحقيقة، وأنزله على نبيه محمد ﷺ ليُخرج الناس من الظلمات إلى النور ويهديهم إلى الصراط المستقيم، من قرأهُ حصل له أجرٌ عظيم، ومن عملَ بهدْيهِ سَلَكَ الطريق القويم. عن عَبْد اللَّهِ بْن مَسْعُودٍ رضي الله عنه، قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لَا أَقُولُ ﴿ الم﴾ حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ، وَلَامٌ حَرْفٌ، وَمِيمٌ حَرْفٌ) رواه الترمذي.
حفظه الله تعالى من التبديل والتحريف وجعله آية خالدة إلى يوم القيامة، قال سبحانه ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾[الحجر: 9] فكل من ادّعى بأن القرآن ناقص أو محرّف فهو مكذّب لله تعالى ورسوله ﷺ وخارج عن ملّة الإسلام.
والقرآن الكريم مشتمل على ما اشتملت عليه الكتب السابقة، وزيادة في المطالب الإلهية والأخلاق النفسية، ومصدق لما جاء فيها من الحق، ولا يوجد كتاب من عند الله تعالى في هذا الزمان يجب اتباعه وتقديسه والتعبّد بتلاوته، والعمل به؛ إلا القرآن الكريم.
مراتب الدين ثلاثة: الإسلام، والإيمان، والإحسان.
الإسلام، هو: الاستسلام لله بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة، والبراءة من الشرك وأهله.
قال ﷺ: (بُنِيَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ، شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَإِقَامِ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ، وَحَجِّ البَيْتِ) متفق عليه.
أركان الإسلام عباداتٌ تلزم كل مسلم، ولا يصح إسلام الإنسان إلا باعتقاد وجوبها والإتيان بها؛ لأنَّ الإسلامَ مبنيٌّ عليها، لذلك سُميت بأركانِ الإسلام.
وهذه الأركان هي:
قال تعالى: ﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ﴾ [محمد: 19].
وقال تعالى: ﴿ لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ﴾[التوبة: 128].
قال تعالى: ﴿ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ﴾ [البقرة: 110].
قال تعالى: ﴿ وَآتُوا الزَّكَاةَ﴾ [البقرة: 110].
قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [البقرة: 110].
قال تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا﴾ [آل عمران: 97].
الإيمان: هو الإقرار، والتصديق الجازم، والاعتراف التام بجميع ما أمر الله ورسوله بالإِيمان به، والانقياد ظاهراً وباطناً، فهو تصديق القلب، واعتقاده المتضمن لأعمال القلوب، وأعمال البدن، وذلك شامل للقيام بالدين كله، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.
سُئل النبي ﷺ عن الإيمان فقال: (أنْ تؤمنَ باللهِ وملائكتِهِ وكتبِهِ ورسلِهِ واليومِ الآخرِ وتؤمنَ بالقدرِ خيرهِ وشرهِ).
أركان الإيمان هي العبادات القلبية التي تلزم كل مسلم، ولا يصح إسلام الإنسان إلا بالاعتقاد بها، والعمل بمقتضاها، لذلك سُميت بأركانِ الإيمان، والفرق بينها وبين أركان الإسلام: أنَّ أركانَ الإسلامِ أعمالٌ ظاهرة يؤديها الإنسان بجوارحه كالنطق بالشهادتين والصلاة والزكاة، وأركان الإيمان أعمال قلبية يؤديها الإنسان بقلبه مثل: الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله.
نؤمن بوجود الله، ونعتقد وحدانيته في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، فالإيمان بالله متضمِّن ما يلي:
ـ الإيمان بوجوده سبحانه وتعالى.
ـ الإيمان بربوبيته سبحانه وتعالى، وأنه مالك كل شيء وخالقة ورازقه ومدبِّر أمره.
ـ الإيمان بألوهيته سبحانه وأنه المستحق العبادة وحدة لا شريك له في شيء منها: كالصلاة، والدعاء، والنذر، والذبح، والاستعانة، والاستعاذة، وجميع العبادات الأخرى.
ـ الإيمان بأسمائه الحسنى وصفاته العلا التي أثبتها لنفسه أو أثبتها له نبيه ﷺ، ونفي ما نفى عن نفسه أو نفاه عنه النبي ﷺ، وأن أسماءه وصفاته بلغت الغاية في الكمال والحُسن، وأنه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.
نؤمن بأن الملائكة عالم غيبي، وأنهم عباد لله خلقهم من نور، وجعلهم طائعين متذللين له.
وهم خلق عظيم لا يحيط بقوتهم وعددهم إلا الله تعالى، ولكلٍّ منهم أوصافٌ وأسماء ووظائف خصَّهم الله تعالى بها، ومنهم جبريل عليه السلام الموكل بالوحي ينزل به من الله تعالى إلى رسله.
نؤمن بأن الله تعالى أنزل على رسله كتبا، حجة على العالمين ومحجة للعاملين.
يعلمونهم بها الحكمة ويزكونهم.
وأنَّ الله سبحانه بإرساله نبيه محمد ﷺ إلى الناس كافَّة، نسخَ بشريعتِهِ سائرَ الشرائعِ السابقة، وجعلَ القرآنَ الكريم مهيمنًا على سائر الكتب السماوية وناسخاً لها، وقد تكفَّل الله بحفظ القرآن الكريم من أي تبديل أو تحريف، فقال تعالى: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [الحجر: 9]؛ لأنَّ القرآن الكريم آخر كتب الله تعالى إلى البشر، ونبيه محمد ﷺ آخر الرسل، ودين الإسلام هو الدين الذي رضيه الله للبشر إلى قيام الساعة، قال تعالى: ﴿ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ﴾ [ال عمران: 19].
والكتب السماوية التي ذكرها الله تعالى في كتابه هي:
القرآن الكريم: أنزله الله على نبيه محمد ﷺ.
التوراة: أنزلها الله على نبيه موسى عليه السلام.
الإنجيل: أنزله الله على نبيه عيسى عليه السلام.
الزبور: أنزله الله على نبيه داوود عليه السلام.
صحف إبراهيم: أنزلها الله على نبيه إبراهيم عليه السلام.
قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ﴾ [النحل: 36].
نؤمن بأن الله تعالى بعث إلى خلقه رسلاً يدعونهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له، والكفر بما يُعبد من دونه تعالى.
وأَنَّ جميعهم بشرٌ رجالٌ عبيدٌ لله، وأنَّهم صادقون مصدَّقون، أتقياء أمناء، هداة مهتدون، أيَّدهم الله بالآيات الدالة على صدقهم، وأنهم بلَّغوا جميع ما أرسلهم الله به، وأنهم جميعًا كانوا على الحق المبين، والهُدى المستبين.
وقد اتفقت دعوتهم من أولهم إلى آخرهم في أصل الدين، وهو توحيد الله عزَّ وجلَّ في العبادة وعدم الإشراك به.
قال تعالى: ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا﴾ [النساء: 87].
نؤمن باليوم الآخر وهو يوم القيامة الذي لا يوم بعده، ونؤمن بكلِّ ما يتعلق به، مما أخبر به ربنا عز وجل في كتابه الكريم أو حدثنا عنه نبينا محمد ﷺ، كوفاة الإنسان والبعث والنشور والشفاعة والميزان والحساب والجنة والنار، وغير ذلك مما يتعلق باليوم الآخر.
قال تعالى: ﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ﴾ [القمر: 49].
نؤمن بالقدر خيره وشره، وهو تقدير الله تعالى للكائنات حسبما سبق به علمه واقتضته حكمته، وأن كلَّ ما يقع على المخلوقات من أحداث في هذه الدنيا فهو بعلم الله وقدره سبحانه وتعالى وتدبيره وحده لا شريك له، وأنَّ هذه الأقدار مكتوبةٌ قبل خلق الإنسان، وأنَّ للإنسانِ إرادةً ومشيئة، وأنَّه فاعلٌ لأفعالِهِ على الحقيقة؛ لكنَّ ذلك كله لا يخرج عن علم الله وإرادته ومشيئته.
فالإيمانُ بالقدرِ يقوم على أربعِ مراتبَ هي:
الأولى: الإيمانُ بعلم الله الشامل المحيط
الثانية: الإيمانُ بكتابة الله لكل ما هو كائن إلى يوم القيامة.
الثالثة: الإيمانُ بمشيئة الله النافذة وقدرته التامة، فما شاء كانَ وما لم يشأْ لم يكنْ.
الرابعة: الإيمانُ بأنَّ اللهَ خالقُ كلَّ شيءٍ، لا شريكَ له في خلقه.
الإحسان، هو: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك. قال تعالى ﴿ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ﴾ [النحل: 128].
قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ﴾ [البقرة: 22].
قال ﷺ: (مَن تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هذا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ لا يُحَدِّثُ فِيهِما نَفْسَهُ، غَفَرَ اللَّهُ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِه) رواه البخاري.
من عظيم شأن الصلاة أنْ شرع الله الطهارة قبلها، وجعلها شرطًا لصحتها، فهي مفتاح الصلاة، واستشعار فضلها يجعل القلب مشتاقًا لأداء الصلاة، قال ﷺ: (الطُّهُورُ شَطْرُ الإيمانِ، والْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلأُ المِيزانَ، وسُبْحانَ اللهِ والْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَآنِ -أَوْ تَمْلأُ- ما بيْنَ السَّمَواتِ والأرْضِ، والصَّلاةُ نُورٌ، والصَّدَقَةُ بُرْهانٌ، والصَّبْرُ ضِياءٌ، والْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ، أوْ عَلَيْكَ، كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبايِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُها، أوْ مُوبِقُها) رواه مسلم.
وقال ﷺ: (من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتَّى تَخْرُجَ مِنْ تحتِ أَظفارِهِ) رواه مسلم.
فيُقْدِم العبد إلى ربه متطهرًا طهارة حسية بالوضوء، ومعنوية بأداء هذه العبادة، مخلصًا لله تعالى، مقتديًا بهدي النبي ﷺ.
ما يجب له الوضوء:
1- الصلاة مطلقًا سواء كانت فرضًا أو نافلةً.
2- الطواف بالكعبة.
3- مسُّ المصحف.
أتوضأ وأغتسل بالماء الطهور:
الماء الطهور هو: كل ماء نزل من السماء أو نبع من الأرض وبقي على أصل خلقته، ولم تتغير أحد أوصافه الثلاثة، وهي: اللون والطعم والريح: بشيء من الأشياء التي تسلب طهورية الماء.
الخطوة 1: النيَّة ومحلها القلب، ومعنى النية: عزم القلب على فعل العبادة تقربًا إلى الله تعالى.
الخطوة 2: أقول: بسم الله.
الخطوة 3: غسل الكفين، ثلاثا.
الخطوة 4: المضمضة، ثلاثا.
المضمضة هي: إدخال الماء في الفم وإدارته فيه، ثم إخراجه.
الخطوة 5: الاستنشاق، ثم الاستنثار ثلاثا، والاستنشاق: وهو اجتذاب الماء بالنفس إلى أقصى الأنف.
والاستنثار: وهو إخراج ما في الأنف من مخاط وغيره بالنفس.
الخطوة 6: غسل الوجه، ثلاثا.
حدُّ الوجه:
الوجه: ما تحصل به المواجهة.
وحدُّه عرضًا: من الأذنِ إلى الأذنِ.
وحدُّه طولًا: ما بينَ منابت شعر الرَّأس المعتاد إلى منتهى الذقن.
يشمل غسل الوجه كل ما فيه من شعر خفيف، وكذلك البياض والعذار.
والبياض هو: ما بين العذار وشحمة الأذن.
والعذار هو: الشعر الذي على العظم الناتئ، الموازي لثقب الأُذن الماضي إِلى داخل الرأس، وما انحط عنه إلى وتد الأذن.
وكذلك يشمل غسل الوجه كل الظاهر من الشعر الكثيف من اللحية مع ما استرسل منه.
الخطوة 7: غسل اليدين ابتداءً من رؤوس أصابع اليدين إلى المرفقين، ثلاثا.
ويدخل المرفقان في غَسل اليدين المفروض.
الخطوة 8: مسح كل الرأس باليدين مع الأذنين مرةً واحدة.
يبدأ بمقدم رأسه ذاهبًا بهما إلى قفاه ثم يردهما.
ويُدخل سبابتيه في أذنيه، ويُخالف بإبهاميه على ظاهر أذنيه؛ فيمسح بذلك ظاهر الأذن وباطنها.
الخطوة 9: غسل الرجلين من بداية أصابع القدمين إلى الكعبين، ثلاثا، ويدخل الكعبان في غسل الرجلين المفروض.
الكعبان هما: العظمان الناتئان في أسفل الساق.
يبطل الوضوء بهذه الأمور:
1. الخارج من السبيلين كالبول، والغائط، والريح، والمني، والمذي.
2. زوال العقل بنوم مستغرق، أو إغماء، أو سُكر، أو جنون.
3. كل ما يوجب الغُسل كالجنابة، والحيض، والنفاس.
إذا قضى الإنسان حاجته وجب عليه أن يزيل النجاسة إما بالماء الطهور وهذا أفضل، أو بغير الماء الطهور مما تزول به النجاسة كالأحجار والأوراق والقماش ونحو ذلك، على أن يكون ذلك بثلاث مسحات مُنقية فأكثر وبشيء طاهر مباح.
المسح على الخفين والجوربين
في حالِ لُبس الخُفين أو الجوربين فيُمكن المسحُ عليهما دون الحاجةِ إلى غسلِ الرجلين، بشروط هي:
1. أن يكونَ لُبسهما بعد طهارةٍ كاملةٍ من الحدث الأصغر والحدث الأكبر.
2. أن يكونا طاهرين غير نجسين.
3. أن يكون المسح في المدة المحدد له.
4. أن يكونا حلالين، فلا يكونا مثلا مسروقين أو مغصوبين.
الخفان هما: ما يُلبَس في الرِّجلِ مِن جلدٍ رقيقٍ ونحوه، ومثلها الأحذية التي تستر القدمين. الجوربان هما: ما يَلبسهُ الإنسانُ في قدميهِ من القماش ونحوه، ومثلها ما يُسمى بـالشرّاب.
حِكمةُ مشروعيَّة المسحِ على الخُفَّينِ: الحِكمةُ من المسحِ على الخُفَّين هي التيسيرُ والتَّخفيفُ على المسلمين، الذين يشقُّ عليهم نزْعُ الخُفِّ أو الجورب وغَسلُ الرِّجلين، خاصَّةً في أوقاتِ الشِّتاء والبَردِ الشَّديد، وفي السَّفَر.
مدة المسح: المقيم: يوم وليلة (24 ساعة). المسافر: ثلاثة أيام بلياليها (72 ساعة).
يبدأ حساب مدة المسح من أول مسح على الخفين أو الجوربين بعد الحدث.
صفة المسح على الخفين أو الجوربين:
1. تُبلُّ اليدين.
2. تُمررُ اليدُ على ظاهرِ القدمِ (من أطرافِ الأصابع إلى أول الساق).
3. تُمسحُ القدمُ اليمنى باليدِ اليمنى والقدمُ اليسرى باليدِ اليسرى.
مبطلات المسح: 1. ما يوجب الغُسل. 2. انتهاء وقت مدة المسح.
إذا حصل من الرجل أو المرأة جماعٌ ولو لم يُنزل، أو نزل المنيُّ منهما بشهوة حال اليقظة، أو نزل حال النوم؛ وجبَ عليهما الغُسل حتى يتمكنا من أداء الصلاة أو ما يلزم له الطهارة، وكذلك المرأة إذا طهرت من الحيض والنفاس وجبَ عليها الغُسل قبل أن تتمكن من أداء الصلاة أو ما يلزم له الطهارة.
وصفة الغُسل كالتالي:
أنْ يعمم المسلم بدنه كله بالماء على أي وجه كان، ومن ذلك المضمضة والاستنشاق، فإذا عمَّمَ بدنه بالماء ارتفع عنه الحدث الأكبر، وتمت طهارته.
وهناك صفة أخرى أكمل، وهي ما كان النبي ﷺ يعمل بها، وهي كالتالي:
01 نيّة رفع الحدث.
02 التسمية، وغسل اليدين ثلاثا، ثم غسل الفرج.
03 الوضوء الكامل كما يتوضأ المسلم للصلاة.
04 صب الماء على الرأس ثلاث مرات، يرَوِّي بها أصول شعره.
05 تعميم جميع البدن بالماء، ويبدأ بغسل شق البدن الأيمن ثم الأيسر، مع الدلك باليدين ليصل الماء إلى جميع أنحاء الجسم.
يحظر على الجُنب فعل ما يلي حتى يغتسل:
01 الصلاة.
02 الطواف بالكعبة.
03 المكث في المسجد، ويجوز له العبور فقط من غير مكث.
04 مس المصحف.
05 قراءة القرآن.
إذا لم يجد المسلم الماء الذي يتطهر به أو لم يستطع استعمال الماء لمرض ونحوه وخشي أن يفوته وقت الصلاة فإنه يتيمم بالتراب.
وصفة ذلك أن يضرب بيديه ضربة واحدة ثم يمسح بهما وجهه وكفيه فقط. ويُشترط أن يكونَ الترابُ طاهرًا.
يبطل التيمم بهذه الأمور:
1- يَبطُل التيمُّمُ بما يَبطُلُ به الوضوءُ.
2- إذا وُجد الماء قبل البدء في العبادة التي تم التيمم لها.
افترض الله على المسلم في اليوم والليلة خمس صلوات وهي: الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء.
إذا دخل وقت الصلاة يتطهَّر المسلم من الحدث الأصغر والحدث الأكبر، إذا كان محدثًا حدثًا أكبر.
الحدث الأكبر هو: ما يُوجب على المسلم الغُسل.
الحدث الأصغر هو: ما يُوجب على المسلم الوضوء.
يصلي المسلم بملابسَ طاهرةً في مكان طاهر من النجاسات ساترًا عورته.
يتزين المسلم بملابس لائقة وقت الصلاة ويستر جسده بها، ولا يجوز للرجل في الصلاة أن يبدي شيئًا مما بين السرة والركبة.
يجب على المرأة أن تستر جميع بدنها في الصلاة إلا الوجه والكفين.
لا يتحدث المسلم في الصلاة بغير الأقوال الخاصة بها، وينصت إلى الإمام، ولا يلتفت في صلاته، وإن عجز عن حفظ الأقوال الخاصة بالصلاة فإنه يذكر الله ويسبِّحه حتى ينتهي من الصلاة، ويلزمه المبادرة إلى تعلُّم الصلاة وأقوالها.
ولكي نصلي بصورة صحيحة، بإذن الله، فإننا نتبع هذه الخطوات ونحافظ عليها:
الخطوة 1: النيَّة للفريضة التي أريد أداءها، ومحلها القلب.
بعد أن أتوضأ، أستقبل القبلة، وأصلي قائمًا إذا كنت قادرًا على ذلك.
الخطوة 2: أرفع يديَّ بمحاذاة المنكبين وأقول: (الله أكبر) ناويًا الدخول في الصلاة.
الخطوة 3: أقرأ دعاء الاستفتاح بما ورد، ومن ذلك قول: (سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ، وَتَعَالَى جَدُّكَ، وَلَا إِلَهَ غَيْرَكَ).
الخطوة 4: أستعيذ بالله من الشيطان الرجيم فأقول: (أعوذُ باللهِ من الشيطان الرجيم).
الخطوة 5: أقرأ سورة الفاتحة في كل ركعة وهي: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ﴾.
ثم أقول: (آمين)، ومعناها: اللهم استجب.
أقرأ بعد الفاتحة ما تيسَّر من القرآن في الركعة الأولى والثانية فقط من كل صلاة، وهذا ليس بواجب ولكن في فعله أجر عظيم.
الخطوة 6: أقول: (الله أكبر) ثم أركع حتى يكون ظهري مستويًا ويداي على ركبتيَّ مفرَّجة الأصابع، ثم أقول في الركوع: (سبحان ربي العظيم) ثلاثا.
الخطوة 7: أرفع من الركوع قائلًا: (سمع الله لمن حمده) رافعًا يديَّ إلى حذو المنكبين، وإذا اعتدل جسمي واقفًا أقولُ: (ربنا ولك الحمد).
الخطوة 8: أقولُ: (الله أكبر) وأسجد على اليدين والركبتين والقدمين والجبهة والأنف، وأقول في سجودي: (سبحان ربي الأعلى) ثلاثا.
الخطوة 9: أقولُ: (الله أكبر) وأرفع من السجود حتى أستوي مستقيم الظهر جالسًا على القدم اليسرى وناصبًا القدم اليمنى، وأقول: (ربي اغفر لي) ثلاثا.
الخطوة 10: أقولُ: (الله أكبر) وأسجد مرة أخرى مثل السجدة الأولى.
الخطوة 11: أرفع من السجود قائلًا: (الله أكبر) حتى أستقيم واقفًا، وأفعل في بقية ركعات الصلاة مثل ما فعلت في الركعة الأولى.
بعد الركعة الثانية من صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء أجلس لقراءة التشهد الأول وهو: (التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله) ثم أقوم للركعة الثالثة بعد ذلك.
بعد الركعة الأخيرة من كل صلاة أجلس لقراءة التشهد الأخير، وهو: (التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد)
الخطوة 12: بعد ذلك أسلم عن يميني فأقول: (السلام عليكم ورحمة الله) وأسلم عن شمالي فأقول: (السلام عليكم ورحمة الله) ناويًا الخروج من الصلاة، وأكون بذلك قد أديت الصلاة.
قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ [الأحزاب: 59].
أوجب الله على المرأة المسلمة الحجاب وستر عورتها وجميع بدنها عن الرجال الأجانب عنها باللباس المعتاد في بلادها، ولا يجوز لها أن تخلع حجابها إلا أمام زوجها أو محارمها، وهم: الذين لا يجوز للمرأة المسلمة الزواج بهم بشكلٍ مؤبد، وهم: (الأب وإن علا، والابن وإن نزل، والأعمام والأخوال والأخ وابن الأخ وابن الأخت، وزوج الأم، وأبو الزوج وإن علا، وولد الزوج وإن نزل، والأخ من الرضاعة وزوج المرضعة، ويحرم من الرضاعة ما يحرم من النسب).
وتراعي المرأة المسلمة في لباسها عدة ضوابط:
أولًا: استيعاب جميع البدن.
ثانيًا: ألَّا يكون مما تلبسه المرأة لتتزين به إذا كانت بحضور رجال أجانب.
ثالثًا: ألَّا يكون شفافًا يظهر بدنها.
رابعًا: أنْ يكونَ فضفاضًا غير ضيقٍ فيصف شيئًا من جسمها.
خامسًا: ألَّا يكون معطرًا إذا كانت ستمر برجال أجانب يجدون ريح الطيب منها.
سادسًا: ألَّا يشبه لباس الرجل.
سابعًا: ألَّا يشبه لباس غير المسلمات في عباداتهن أو أعيادهن.
ثامنا: ألا يكون لباس شُهرة.
قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ﴾ [الأنفال: 2]
ـ صادقٌ في حديثه ولا يكذب.
ـ يفي بالعهد والوعد.
ـ لا يفجر في الخصومة.
ـ يؤدي الأمانة.
ـ يحب لأخيه المسلم ما يحب لنفسه.
ـ كريمٌ.
ـ يُحسن إلى الناس.
ـ يصل الرحم.
ـ يرضى بقدر الله ويشكره في حال الرخاء ويصبر في حال الضراء.
ـ يتصف بالحياء.
ـ يرحم الخلق.
ـ قلبُه سليمٌ من الأحقاد وجوارحه سليمة من الاعتداء على الغير.
ـ يعفو عن الناس.
ـ لا يأكل الربا ولا يتعامل به.
ـ لا يزني.
ـ لا يشرب الخمر.
ـ يحسن إلى جيرانه.
ـ لا يظلم ولا يغدر.
ـ لا يسرق ولا يحتال.
-بارٌّ بوالديه، وإن كانوا غير مسلمين، ويطيعهم في المعروف.
- يربي أولاده على الفضيلة، ويأمرهم بالواجبات الشرعية، وينهاهم عن الرذيلة والمحرمات.
- لا يتشبه بأفعال غير المسلمين في خصائصهم الدينية أو العادات التي أصبحت ميزةً وشعاراً لهم.
- يتوب إلى الله ويستغفره من تقصيره وذنوبه
قواعد مهمة في عقيدة المسلم
01 الله ربنا لا إله إلا هو، لا رب غيره ولا إله سواه، ولا شيء مثله، ولا شيء يعجزه، وهو السميع البصير.
02 الله سبحانه وتعالى في السماء عالٍ على كل مخلوقاته، بائنٌ منهم، وعلوّه مطلقُ من كل وجه، علو الذات، وعلو القدر، وعلو القهر، وهو سبحانه محيط بكل شيء.
03 نثبت ما أثبته الله تعالى لنفسه أو أثبته له نبيه محمد ﷺ من الأسماء والصفات وننفي ما نفاه الله عن نفسه أو نفاه عنه النبي ﷺ.
04 الله تعالى يستجيب الدعوات، ويقضي الحاجات، ويملك كل شيء، ولا يضر وينفع إلا هو، ولا غنى للعبد عنه طرفة عين، ولا يجوز للمسلم أن يقصد غير الله تعالى في أي نوع من أنواع العبادة كالدعاء والصلاة والنذر والذبح والخوف والرجاء والتوكل وغير ذلك من العبادات الظاهرة أو الباطنة، ومن صرف أي عبادة لغير الله تعالى فهو مشرك بالله.
05 أعظم الذنوب وأكبر الكبائر الإشراك بالله، ومن مات على الشرك فقد حرّم الله عليه الجنة ومأواه النار، وهو الذنب الذي لا يغفره الله إن مات العبد عليه ولم يتب منه.
06 ما أخطأ العبد لم يكن ليصيبه، وما أصابه لم يكن ليخطئه، وعلى المسلم الإيمان بقضاء الله وقدره، والرضا بأقدار الله تعالى، والثناء على ربه وشكره على كل حال.
07 محمد ﷺ نبينا أفضل البشر وخاتم النبيين، وهو الشافع المشفّع يوم القيامة، اتخذه الله خليلا كما اتخذ إبراهيم عليه السلام خليلا.
10. كتابنا هو القرآن الكريم، المعجز، المقطوع بصحته، المتعبد بتلاوته، أنزله الله تعالى على نبينا محمد ﷺ بواسطة جبريل عليه السلام أفضل الملائكة، وقد حفظه الله تعالى من التحريف والتبديل كما قال سبحانه ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [الحجر: 9].
11- أقرب الناس إلى الله أطوعهم له، وأكثرهم اتباعا لشرعه، ولا فضلَ لعربيٍّ على عجميٍّ، ولا لعجميٍّ على عربيٍّ، ولا لأبيضَ على أسودَ، ولا لأسودَ على أبيض إلَّا بالتَّقوَى، النَّاسُ من آدمُ، وآدمُ من ترابٍ، قال سبحانه ﴿ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾ [الحجرات: 13].
12- يعتقد المسلم بالملائكة الكرام الكاتبين، ويؤمن بوجودهم، وأنهم عباد مخلوقون، خلقهم الله تعالى: من نور، وهم خلق من خلق الله تعالى، ومنهم جبريل الموكل بالوحي، وميكائيل الموكل بالمطر، وإسرافيل الموكل بالنفخ في الصور، وملك الموت الموكل بقبض أرواح العباد.
13- يؤمن المسلم بعلامات الساعة، وخروج المسيح الدجال، ونزول عيسى ابن مريم عليه السلام من السماء آخر الزمان، وطلوع الشمس من مغربها.
14- يتعقد المسلم بعذاب القبر لمن كان أهلا له، ونعيم القبر لمن كان أهلا له، وسؤال منكر ونكير في قبره عن ربه ودينه ونبيه، وأن القبر روضة من رياض الجنة، أو حفرة من حفر النيران.
15- يعتقد بالبعث والجزاء على الأعمال يوم القيامة، وأن الجنة والنار مخلوقتان لا تفنيان أبدا.
16- السحر كفر بالله، لا يجوز تعلمه ولا الذهاب إلى السحرة والدجالين، ولا يصدق المسلم كاهناً ولا عرافاً، فمن صدقهما فقد كفر بما أنزل على محمد ﷺ.
17 - يحب المسلم أصحاب رسول الله ﷺ، ويحب من يحبهم ويبغض من يبغضهم، لأن حبهم دين وإحسان، وبغضهم كفر ونفاق، قال ﷺ: (لا تسبوا أصحابي) رواه مسلم. وكل من يطعن أو ينتقص من أحد من الصحابة رضوان الله عليهم فهو ضال مبتدع.
16- يثبت المسلم الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: أولاً لأبي بكر الصديق رضي الله عنه، تفضيلاً له وتقديماً على جميع الأمة، ثم لعمر بن الخطاب رضي الله عنه، ثم لعثمان رضي الله عنه، ثم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهم الخلفاء الراشدون والأئمة المهتدون.
17- العبادات توقيفية، فلا يجوز التعبد لله تعالى بعبادة إلا إذا كانت ثابتة في كتاب الله تعالى أو سنة رسوله ﷺ، وكل عبادة يُحدثها الناس بعد وفاة النبي صلى الله وسلم لم تكن على هديه فهي بدعة مردودة، قال ﷺ: (من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد) رواه البخاري.
18- قبول العبادة متعلق بركنين أساسيين هما الإخلاص لله تعالى في العبادة والثاني متابعة النبي ﷺ فيها، فلا تقبل العبادة إذا لم تكن خالصة لله، ولا تقبل إذا لم تكن على هدي رسول الله ﷺ.
قال تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [النحل: 97].
من أعظم ما يدخل السرور والانشراح والسعادة في قلب المسلم ارتباطه المباشر بربه دون وسيط من الأحياء أو الأموات أو الأصنام، فالله تعالى ذكر في كتابه الكريم أنه قريب من عباده دائمًا، يسمعهم ويستجيب دعاءهم، كما قال سبحانه: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾ [البقرة: 186]، وأمرنا سبحانه بدعائه، وجعل هذا الأمر من أعظم العبادات التي يتقرب بها المسلم إلى ربه، حيث قال عز وجل: ﴿ وَقال رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ ﴾ [غافر: 60 ]، فالمسلم الصالح دائم الاحتياج إلى ربه، ودائم الدعاء بين يديه، والتقرب إليه بالعبادات الصالحة.
وقد أوجدنا الله تعالى في هذا الكون لحكمة عظيمة ولم يخلقنا عبثًا؛ وهي عبادته وحده لا شريك له، وشرع لنا دينًا ربانيًا شاملًا ينظِّم جميع شؤون حياتنا الخاصة والعامة، وحفظ بهذه الشريعة العادلة ضرورات الحياة وهي ديننا وأنفسنا وأعراضنا وعقولنا وأموالنا، ومن عاش متبعًا للأوامر الشرعية مجتنبًا للمحرمات فقد حفظ هذه الضرورات وعاش سعيدًا مطمئنًا في حياته بلا شك.
ورابطة المسلم بربه عميقة تبعث الطمأنينة والراحة النفسية، والشعور بالسكون والأمان والسرور، واستشعار معية الرب جل جلاله وعنايته وولايته لعبده المؤمن، قال تعالى: ﴿ اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ﴾ [البقرة: 257 ].
هذه العلاقة العظيمة هي حالة وجدانية تحمل على التنعُّم بعبادة الرحمن، والشوق إلى لقائه وتُحلِّق بقلبه في سماء السعادة باستشعاره حلاوة الإيمان.
تلك الحلاوة التي لا يمكن أن يصف لذتها إلا من ذاقها بفعل الطاعات واجتناب السيئات، لذلك يقول النبي محمد ﷺ: (ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمد رسولًا) رواه مسلم.
نعم إذا استشعر الإنسان حضوره الدائم بين يدي خالقه، وعرفه بأسمائه وصفاته الحسنى، وعبده كأنه يراه، وأخلص في عبادته لله، ولم يرد بها غير الله جلَّ جلاله عاش الحياة الطيبة السعيدة في الدنيا وحسن العاقبة في الآخرة.
حتى المصائب التي تقع على المؤمن في الدنيا فإنَّ حرَّها يزول ببرد اليقين، والرضا بقدر الله تعالى، وحمده على كل أقداره خيرها وشرها، والرضا التام بها.
ومما ينبغي أن يحرص عليه المسلم لتزداد سعادته وطمأنينته كثرة ذكره لله تعالى، وتلاوته للقرآن الكريم، كما قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ [الرعد: 28]. وكلما زاد المسلم من ذكره لله وتلاوته للقرآن زاد ارتباطه بالله تعالى، وزكت نفسه وقوي إيمانه.
كذلك ينبغي على المسلم أن يحرص على تعلُّم أمور دينه من المصادر الصحيحة حتى يعبد الله تعالى على بصيرة، فقد قال النبي ﷺ: (طلب العلم فريضة على كل مسلم) رواه ابن ماجه، وأن يكون مستسلمًا منقادًا لأوامر الله تعالى الذي خلقه، سواء عرف الحكمة منها أو لم يعرف، فقد قال تعالى في كتابه الكريم: ﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا﴾ [الأحزاب: 36].
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين