الحمد للَّه وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
فلا شك أن الصلاة أعظم ما أمر اللَّه به ورسوله محمدٍ ﷺ بعد الشهادتين، ولها مكانة عظيمة، ومنزلة رفيعة، وأهمية بالغة مؤكد، ولها خصائص عظيمة انفردت بها على سائر الأعمال الصالحة للأمور الآتية:
ولحديث معاذ t حينما بعثه النبي ﷺ إلى اليمن وقال له: «وأعلمهم أن اللَّه افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة»([3]).
وعن عبادة بن الصامت t قال: سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: «خمس صلوات كتبهن اللَّه على العباد، فمن جاء بهن لم يضيّع منهن شيئًا استخفافًا بحقّهنّ، كان له عند اللَّه عهدًا أن يدخله الجنة... » الحديث([4]).
وقد أجمعت الأمة على وجوب خمس صلوات في اليوم والليلة([5]).
وعن تميم الداري t مرفوعًا: «أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة صلاته، فإن كان أتمها كتبت له تامة، وإن لم يكن أتمها قال الله ﷻ لملائكته: انظروا هل تجدون لعبدي من تطوع فتكملون بها فريضته، ثم الزكاة كذلك، ثم تُؤخذ الأعمال على حسب ذلك»([8]).
وعن أنس t مرفوعاً:«أول ما تفقدون من دينكم الأمانة، وآخره الصلاة»([11]).
وعن عبد اللَّه بن عمر رضي الله عنهما عن النبي ﷺ أنه قال: ((مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرّقوا بينهم في المضاجع))([20]).
22- هي دين اللَّه الذي يدين به أهل السموات والأرض، وهي مفتاح شرائع الأنبياء، ولم يُبْعَث نبيٌّ إلا بالصلاة.
واللَّه أسأل التوفيق لنا ولجميع المسلمين للقيام بهذه الشعيرة العظيمة على الوجه الذي يرضيه، وصلى اللَّه وسلم وبارك على عبده ورسوله، وخيرته من خلقه؛ نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
كتبه الفقير إلى اللَّه تعالى
د. سعيد بن علي بن وهف القحطاني
في 2/1/1433هــ
([1]) سورة البينة، الآية: 5.
([2]) سورة النساء، الآية: 103.
([3]) أخرجه البخاري، برقم 1395، ومسلم، برقم 19.
([4]) أخرجه أبو داود، برقم 1420، وصححه الألباني : في صحيح سنن أبي داود 1/266، 1/86.
([5])المغني لابن قدامة 3/6.
([6]) الترمذي، برقم 2616، وقال: ((حديث حسن صحيح ))،وأخرجه ابن ماجه، برقم 3973، وأحمد، 36/344، برقم 22016، وحسنه الألباني في إرواء الغليل، 2/138.
([7]) أخرجه الطبراني في الأوسط، 1/409 [مجمع البحرين] برقم 532، ورقم 533، وقال العلامة الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة: ((وبالجملة فالحديث صحيح بمجموع طرقه واللَّه أعلم)) 3/346.
([8]) أبو داود، برقم 864، ومن حديث أبي هريرة برقم 866، وابن ماجه، من حديث أبي هريرة، برقم 1425، وأحمد، 15/ 298، برقم 9494، و28/ 253، برقم 1946، وصححه الألباني في صحيح الجامع ،2/353.
([9]) أحمد، 5/251، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب 1/229.
([10]) أخرجه الطبراني في الصغير [مجمع البحرين]، 7/263، برقم 4425، وذكره الألباني في صحيح الجامع وحسنه، 2/353.
([11]) أخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق، ص 28، وتمام الرازي في الفوائد (ق 31/ 2)، والضياء في المختارة، 1/ 495، وأخرجه الطبراني في الكبير، برقم 7182 من حديث شداد بن أوس t بدون ذكر الصلاة، وذكره الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة، 4/ 319، برقم 1739، وقال بعد أن ذكر شواهده وطرقه: «والحديث صحيح على كل حال، فإن له شواهد كثيرة ذكرت بعضها في الروض النضير، تحت الحديث رقم 726».
([12]) أحمد، 6/290، 311، 321، وصححه الألباني في إرواء الغليل، 7/238.
([13]) سورة مريم، الآيتان: 54-55.
([14]) سورة مريم، الآية: 59.
([15]) سورة النساء، الآية: 142.
([16])متفق عليه: البخاري، برقم 8، ومسلم، برقم 16.
([17]) متفق عليه من حديث أنس t: البخاري، برقم 7517، ومسلم، برقم 162.
([18]) سورة المؤمنون، الآيات: 1-9.
([19]) سورة طه، الآية: 132.
([20]) أبو داود، برقم 495، وأحمد، 11/ 369، برقم 6756، وصححه الألباني في إرواء الغليل، 2/7، 1/266.
([21])متفق عليه: البخاري، برقم 597، ومسلم، برقم 684.
([22]) انظر: الشرح الكبير لابن قدامة، 3/8، والمغني، 2/50-52.
([23]) انظر: مجموع فتاوى سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله ابن باز، جمع الدكتور عبد الله الطيار، والشيخ أحمد بن عبد العزيز ابن باز، 2/457.
([24]) انظر: شرح العمدة لابن تيمية، 2/87-91.
([25]) سورة البقرة، الآية: 143.
([26]) سورة العنكبوت، الآية: 45.
([27]) سورة الأنبياء، الآية: 73.
([28]) سورة البقرة، الآية: 43.
([29]) سورة الكوثر، الآية: 2.
([30]) سورة الأنعام، الآية: 162.
([31]) سورة طه، الآية: 132.
([32]) سورة مريم، الآية: 65.
([33]) سورة القيامة، الآيتان: 31-32.
([34]) انظر: شرح العمدة لشيخ الإسلام ابن تيمية، 2/87-91، والشرح الممتع لابن عثيمين،2/87.