الخطبة الأولى
الحمد لله الذي لا تخفى عليه خافية، استوى في علمه السرُّ والعلانية، أحمد ربي وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، قائمٌ على كل نفس بما كسبت {ولا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا}، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدًا عبده ورسوله المبعوث رحمةً للعالمين، اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمدٍ، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فاتقوا الله أيها المسلمون، اتقوا الله أيها الناس؛ فتقوى الله هي النجاة من عقوباته والفوز بجناته.
عباد الله:
إنه لا يُنال ما عند الله من الخير إلا بطاعته، ولا شرَّ نازلٌ إلا بمعصيته، قال الله تعالى: {وَمَن يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقًا * ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللهِ وَكَفَى بِاللهِ عَلِيمًا} [النساء: 69، 70 ]، والشرُّ والعقوبات في الدنيا والآخرة سببُها الذنوبُ والمعاصي؛ قال الله تعالى: {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة: 7، 8 ]، وقال - عز وجل-: {لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا} [النساء: 123 ]، وقال - عز وجل -: {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ} [الشورى: 30 ]، وقال - تبارك وتعالى -: {وَمَن يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا} [الجن: 23 ]، وقال الربُّ في الحديث القدسي: «يا عبادي! إنما هي أعمالكم أُحصِيها لكم ثم أُوفِّيكم إياها، فمن وَجَدَ خيرًا فليحمدِ الله، ومن وَجَدَ غير ذلك فلا يلومنَّ إلا نفسه»؛ رواه مسلم.
وقد رغَّبنا الله أشدَّ الترغيب في فعل الخيرات وعمل الصالحات، فقال - عز وجل-: {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران: 133، 134 ].
وحذَّرنا الله من معاصيه، فقال - عز وجل-: {وَمَن يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ} [النساء: 14 ].
وأوقَفَنَا الله ورسوله على عقوبات الذنوب والمعاصي في الدنيا والآخرة؛ لنبتَعِد عنها ولئلا نتهَاوَن بها ولا ونغترّ بالإمهال؛ فإن الذنب لا يُنسَى، والديَّان حيٌّ لا يموت، وقصَّ الله علينا في كتابه القَصَص الحق عن القرون الخالية كيف نزلت بهم عقوبات الذنوب، وتجرَّعوا كئوس الخسران والوَبَال، ولم تنفعهم الجموع والأولاد والأموال؛ قال - تبارك وتعالى-: {وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم مِّن مَّسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ * وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءهُم مُّوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ* فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} [العنكبوت: 38- 40 ].
عباد الله:
إن سنة الله لا تُحابي أحدًا؛ فالخلق كلهم عباد الله - عز وجل -، قال - تبارك وتعالى -: {أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِّنْ أُوْلَئِكُمْ أَمْ لَكُم بَرَاءةٌ فِي الزُّبُرِ} [القمر: 43 ].
لقد كثُرَ العِصيان في أرض الله - عز وجل -، لقد تجرَّأ الكافر على ربه فسُبَّ الله جهرًا، وسُبَّ الرسولُ - صلى الله عليه وسلم -، وسُبَّ الدينُ، وتمرَّدَت البشرية على ربِّها، ولم يبقَ ذنبٌ أهلكَ الله به الأممَ الماضية إلا عُمِل به في هذا الزمان، ولم ينجُ من ذلك إلا قلةٌ من المؤمنين المسلمين؛ قال تعالى: {وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ * وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ} [سبأ: 20، 21 ].
وإن كل مؤمنٍ بالله يُحذِّر الناس من سوء أعمالهم؛ فقد انعقدت أسباب العقوبات، ونزلت بالبشرية الكربات، وأنتم - معشر المسلمين - إذا أوقفتم زحف الفساد في الأرض دفع الله عنكم العقوبات، ودفع الله عن البشرية، وإيقافُ الفساد بالاستقامة على دين الإسلام، وترك مُجاراة الكفار في تقاليدهم وأعمالهم؛ قال الله تعالى: {وَلَوْلاَ دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} [البقرة: 251 ].
أيها المسلمون:
إن الذنوب والمعاصي شؤمٌ وعارٌ، وشرٌّ ودمارٌ، وخِزيٌ ونارٌ، إنها تبدل صاحبها بالعز ذُلًّا، وبالنعم حرمانًا، وبالأمن خوفًا، وبرَغَد العيش جوعًا، وباللباس عريًا، وبالبركات محقًا وذهابًا، وبالغنى فقرًا، وبالعفاف فجورًا، وبالحياة استهتارًا، وبالعقل والحلم خفَّةً وطيشًا، وبالاجتماع فُرقةً واختلافًا، وبالاستقامة زيغًا وفسادًا، وبالتوادّ والتراحُم كراهيةً ونفرًا وبُغضًا، وبالخصب شدَّةً وجَدبًا، وبالجنة في الآخرة نارًا، وبالفرح بالطاعة همًّا وغمًّا، وبالحياة الطيبة معيشةً ضنكًا.
قال أبو الدرداء - رضي الله عنه -: «ما أهون الخلق على الله إذا ضيَّعوا أمره!».
وقال عمر - رضي الله عنه - وهو يُوصِي المجاهدين في سبيل الله: «وإني أخوف عليكم من ذنوبكم من العدو عليكم»، فيُوصِيهم بتقوى الله - عز وجل -.
والإنسانُ ليس بمعصومٍ من الذنوب، ولكنَّ الواجبَ على كل أحد التوبةُ إلى الله، وفي الحديث: «كلكم خَطَّاء، وخيرُ الخطَّائين التوَّابُون»، وفي «صحيح مسلم» أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «والذي نفسي بيده؛ لو لم تُذنِبوا لذهب الله تعالى بكم وَلَجاء بقومٍ يُذنِبون فيستغفرون الله فيغفر لهم».
فتُوبوا إلى الله أيها المسلمون، وإن التوبة إلى الله بابٌ عظيمٌ يدخل منه المسلم على ربه، وإن من مُكفِّرات الذنوب كلُّ طاعةٍ لله - عز وجل -، فتُوبوا إلى الله - أيها المؤمنون - لعلكم تفلحون؛ قال الله - تعالى -: {وَأَنذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُواْ رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُّجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُواْ أَقْسَمْتُم مِّن قَبْلُ مَا لَكُم مِّن زَوَالٍ * وَسَكَنتُمْ فِي مَسَـاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأَمْثَالَ * وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ * فَلاَ تَحْسَبَنَّ اللهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ} [إبراهيم: 44- 46 ]، وقال تعالى: {إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ} [البروج: 12 ]، وقال - عز وجل -: {اعْلَمُواْ أَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [المائدة: 98 ].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، ونفعنا بهدي سيد المرسلين وقوله القويم، أقول قولي هذا القول وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين؛ فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله الذي يُجازِي على الحسنات، ويُعاقِب على السيئات، قائمٌ على كل نفسٍ بما كسبت، حليمٌ عليمٌ بأحوال المخلوقات، أحمد ربي وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له رب الأرض والسماوات، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدًا عبده ورسوله المؤيَّد بالمعجزات، اللهم صلِّ وسلِّم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه السابقين إلى الخيرات.
أما بعد:
فاتقوا الله حقَّ تقواه، والزَمُوا طاعته لتفوزوا برضاه.
أيها الناس:
إن شر الظلم والبغي والعدوان ما تعدَّى ضررُه، وما عظُمَ شرُّه، وما استعلن به صاحبه، قال الله تعالى: {إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ} [الشورى: 42 ]، وقال تعالى: {فَأَمَّا مَن طَغَى * وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى} [النازعات: 37- 39 ]، وقال - عز وجل -: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} [هود: 102 ].
وعن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن الله ليُملِي للظالم حتى إذا أَخَذَه لم يُفلِته»؛ رواه البخاري ومسلم.
ألا إن ما وقع على غزَّة الصابرة ظلمٌ وعدوانٌ وبَغْيٌ وانتهاكٌ لحقوق الإنسان على مرأى ومسمع من العالم، وقد أجهَدَهم الحصار، وأضرَّ بهم غاية الإضرار؛ فقد حُوصِروا من البر والبحر والجو، وهُدِّمت بيوتهم، وتضرَّروا في ممتلكاتهم، وأزهقت نفوسٌ لا يعلم حصرها إلا الله من الأطفال والنساء والشيوخ والرجال بغير ذنبٍ اقترفوه، ولا يزالُ العدوان والظلم بكل أنواعه مُسلَّطًا على الشعب الفلسطيني من هؤلاء المُعتدين.
وإذا لم يُوقِف المجتمع الدولي هذا العدوان والظلم والحصار فلن ينجوَ من هذا الشعب المظلوم إلا القليلُ، ألا ترون ما يُحاط بهم من حرب الإبادة في كل مجال، وما تعرَّضَت له السفن التي تحمل المساعدات الإنسانية من اعتداءٍ مَقيت منعها من مساعدة غزة الجريحة؟ سيتكرَّر في المستقبل إذا لم يضع المجتمع الدولي حدًّا لانتهاك حقوق الإنسان من قِبَل دولة الصهاينة الظالمين كما تكرَّر في الماضي مثلُ هذه الاعتداءات والحصار الشديد؛ فقد عانَت قوافل المساعدات الإنسانية من المملكة العربية السعودية من قبل عندما قدَّمَت المساعدات الخيرية الإنسانية للمُتضرِّرين في غزة وفلسطين، وواجَهت المملكة التعنُّت الصهيوني بسبب ذلك، وسيتكرَّر هذا التعنُّت الصهيوني مُستقبلًا لكل من يحب الخير للإنسان، ويُسعِفه في غذاءٍ أو دواءٍ أو لباسٍ أو دفع الظلم عنه.
ألا يعتَبِر الصهاينة بعاقبة الظالمين المُعتدِين في تاريخ البشرية؟! قال الله تعالى: {وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِدًا} [الكهف: 59 ]، وقال تعالى: {وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمًا وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ} [آل عمران: 178 ].
ألا إن على قادة الشعب الفلسطيني واجبًا عظيمًا ومسئوليةً كبرى أمام الله تعالى، ثم أمام الأمة وأمام التاريخ، فعلام الاختلاف والفُرقة؟! ولِمَ هذا التنابُذ والتصارُع؟! إن واجب قادة الشعب الفلسطيني أن يتخلَّوا عن حظوظ النفس، ويُوحِّدوا صُفوفَهم أمام العدو، وأن يرعَوا حقوق شعبهم، وأن يسعَوا لينال الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة؛ فمَن صَدَقَ في نيته مع الله ثَبَتَ، ونفع الله به، قال الله تعالى: {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللهُ الأَمْثَالَ} [الرعد: 17 ]، وقال - تبارك وتعالى -: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ} [آل عمران: 103 ].
عباد الله:
إن الله أمركم بأمرٍ بدأ فيه بنفسه، فقال - تبارك وتعالى -: {إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب: 56 ]، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ صلَّى عليَّ صلاةً واحدةً صلَّى الله عليه بها عشرًا»؛ فصلُّوا وسلِّمُوا على سيد الأولين والآخرين وإمام المرسلين.
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صلَّيتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد، وبارِك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد، وسلِّم تسليمًا كثيرًا.
اللهم وارض عن الصحابة أجمعين، وعن الخلفاء الراشدين الأئمة المهديين: أبي بكرٍ، وعمر، وعثمان، وعلي، وعن سائر أصحاب نبيك أجمعين وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمَنِّك، اللهم وارضَ عنَّا معهم بمَنِّك وكرمك ورحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الكفر والكافرين يا رب العالمين، ودمِّر أعداءك أعداء الدين.
اللهم أبطِل مكرَ أعداء الإسلام يا رب العالمين، اللهم أبطِل كيد أعداء الإسلام يا رب العالمين، اللهم أبطِل مُخطَّطات أعداء الإسلام التي يُخطِّطونها ليَكِيدوا الإسلام يا رب العالمين، اللهم إنا ندرَأُ بك في نُحورهم، ونعوذُ بك اللهم من شرورهم.
اللهم إنا نسألك أن تُؤلِّف بين قلوب المسلمين، اللهم فرِّج الحِصَار عن غزَّة يا رب العالمين، اللهم ارفَع الكَرْبَ، واكشِف الضُّرَّ يا رب العالمين عن الشعب الفلسطيني بما يُرضِيك يا أرحم الراحمين، وألِّف بين قلوب المسلمين على الحق، إنك على كل شيء قدير.
اللهم وفُكَّ أسرى المسجد الأقصى من أسر المُعتدين، إنك على كل شيء قدير، اللهم واجعله دائمًا إلى يوم الدين موطنًا لعبادتك يا رب العالمين مع الحَرَمَيْن الشريفين يا قويُّ يا متينُ.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلِح اللهم ولاةَ أمورنا، ووفِّقهم لما تحب وترضى.
اللهم وفِّق خادمَ الحَرَمَيْن الشريفين لما تحب وترضى، اللهم وفِّقه لهداك، واجعل عمله في رضاك يا رب العالمين، اللهم أعِنْه على ما فيه الصلاح والخير للبلاد والعباد، إنك على كل شيء قدير، اللهم ألِّف به بين قلوب المسلمين يا رب العالمين. اللهم وفِّق وليَّ عهده لما تحب وترضى، ولما فيه عِزُّ الإسلام يا رب العالمين، اللهم وفِّق النائب الثاني لما تحب وترضى، ولما فيه عِزُّ الإسلام يا أكرم الأكرمين، اللهم اجعل ولاةَ أمور المسلمين عمَلَهم خيرًا لشعوبهم وأوطانهم.
اللهم اغفر لأمواتنا وأموات المسلمين يا أرحم الراحمين، اللهم اشفِ مرضانا، اللهم اشفِ مرضانا، اللهم فُكَّ أسرى المسلمين يا رب العالمين.
عباد الله:
{إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ} [النحل: 90- 91 ].
اذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزِدْكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلمُ ما تصنعون.