كلمة عامة في أنواع التوحيد ()

عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ

هذه رسالة لطيفة تتضمن كلمة عامة في أنواع التوحيد الثلاثة؛ توحيد الربوبية والألوهية وتوحيد الأسماء والصفات. تتضح أهمية هذه الرسالة في كونها تتناول أصل الدين وأساس الـمِلة، وهو الأمر الذي ينبغي على كل مسلم ومسلمة أن يعلمه ويعتقده. ألف هذه الرسالة الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمـٰن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب، رحمه الله تعالى، المتوفى عام 1293 هـجري.

|

 كلمة عامة في أنواع التوحيد

بسم الله الرحمـٰن الرحيم

قال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمـٰن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب[1] ، رحمهم الله تعالى:

بسم الله الرحمـٰن الرحيم

اعلم رحمك الله أن الله تعالى خـلق الخلق لعبادته الجامعة لمعرفته ومحبته والخضوع له وتعظيمه والإنابة إليه والتوكل عليه ، وإسلام الوجه له ، وهذا هو الإيمان المطلق المأمور به في جميع الكتب السماوية ، وسائر الرسالات النبوية.

 ويدخل في باب معرفة الله تعالى

 ؛ توحيد الأسماء والصفات ، فيوصف سبحانه بما وَصف به نفسـه من صفات الكمال ونعوت[2] الجلال ، وبما وصفه به رسوله ﷺ‬ ، لا يُـــتجاوز ولا يُوصف إلا بما ثبت في الكتاب والسنة.

وجـميع ما في الكتاب والسنة يجب الإيمان به من غير تحريف ولا تعطيل ، ومن غير تكييف ولا تمثيل ، قال الله تعالى ]ولله الأسماء الحسنى[ ، فأسمـاؤه كلها حسنى ، لأنها تدل على الكمال المطلق ، والجلال المطلق ، والصفات الجميلة ، فنُـــثبت ما أثبته الرب لنفسه ، وما أثبته رسوله ﷺ‬ ، لا نُعطِّله ، ولا نُلحدُ فيه ، ولا نُشبِّهُ صفات الخالق بصفات المخلوق ، فإن تعطيل الصفات عما دلت عليه كفر ، والتشبيه فيها كذلك كفر ، وقد قال مالك بن أنس رحمه الله لما سأله رجل فقال: ] الرحمـٰن على العرش استوى[ ، كيف استوى؟

فاشتد ذلك على مالك رحمه الله حتى علته الرُّحَضاء[3] ، إجلالاً لله وهيبة له من الخوض في ذلك ، ثم قال رحمه الله: (الاستواء معلوم ، والكيف غير معقول ، والإيـمان به واجب ، والسؤال عنه بدعة)[4] ، يريد رحمه الله السؤال عن الكيفية[5].

وهذا الجواب يقال في جميع الصفات ، لأنه يجمع الإثبات والتنزيه.

  ويدخل في الإيمان بالله ومعرفته

 ؛ الإيمان به وبربوبيته العامة الشاملة لجميع الخلق والتكوين ، وقيوميته[6] العامة الشاملة لجميع التدبير والتيسير والتمكين ، فالمخلوقات بأسرها مفتقرة إلى الله في قيامها وبقائها وحركاتها وسكناتها وأرزاقها وأفعالها ، كما هي مفتقرة إليه في خلقها وإنشائها وإبداعها ، قال تعالى ]يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد * إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد * وما ذلك على الله بعزيز[.

 ويدخل في الإيمان به إيمان العبد بتوحيد الإلـٰهية

، الذي تضمنته شهادة الإخلاص «لا إلـٰه إلا الله» ، فقد تضمنت نفي استحقاق العبادة بجميع أنواعها عما سواه تبارك وتعالى من كل مخلوق ومربوب ، وأثبتت[7] ذلك على وجه الكمال الواجبِ والمستحَبِّ لله تعالى ، فلا شريك له في فرد من أفراد العبادة ، إذ هو الإلـٰه الحق المستحق المستقل بالربوبية والملك والعز والغنى والبقاء ، وما سواه فقير مربوب ، مُـعبَّدٌ خاضع ، لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا ، فعبادة سواه من أظلم الظلم ، وأسفه السفه ، والقرآن كله رادٌّ على من أشرك بالله في هذا التوحيد ، مُبطلٌ لمذاهب جميع أهل الشرك والتنديد ، آمر مُرغِّبٌ في إسلام الوجه لله وإلإنابة إليه ، والتوكل عليه ، والتَّـــبتُّـــل في عبادته.

 ومعنى العبادة في أصل اللغة[8]

لمطلق الذل والخضوع ، ومنه طريق مُعبَّد ، إذا كان مذللاً قد وطأته الأقدام ، كما قال الشاعر:

تُباري عِـتاقًا ناجياتٍ[9] وأتبعت                وظيفاً[10] وظيفًا فوق مُـورٍ مُعبَّد[11]

واستعملها الشارع في العبادة الجامعة لكمال المحبة وكمال الذل والخضوع ، وأوجب الإخلاص له فيها ، كما قال تعالى ]إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلصًا له الدين * ألا لله الدين الخالص[ ، وهذا هو التوحيد الذي جاءت به الرسل ، ونزلت به الكتب ، والعبادة إذا خالطها الشرك أفسدها وأبطلها ، ولا تسمى عبادة إلا مع التوحيد.

قال ابن عباس: ما جاء في القرآن من الأمر بعبادة الله إنما يُراد به التوحيد. انتهى.

  ويدخل في العبادة الشرعية

 كل ما شرَعه الله ورضِيَهُ من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة ، كمحبة الله وتعظيمه وإجلاله وطاعته ، والتوكل عليه والإنابة إليه ، ودعائه خوفًا وطمعًا ، وسؤالِهِ رغبًا ورهبًا ، وصِدقِ الحديث ، وأداء الأمانة ، والوفاء بالعهود ، وصلة الأرحام ، والإحسان إلى الجار واليتيم والمملوك والمسكين وابن السبيل ، وكذا النحر والنذر ، فإنهما من أجل العبادات وأفضل الطاعات ، وكذا الطواف ببيته تعالى ، وحلق الرأس تعظيمًا وعبوديةً ، وكذا سائر الواجبات والمستحبات ، فحقُّ الله على العباد أن يعبدوه وحده لا شريك له ، ولا يشركوا به شيئًا.

 والشرك في العبادة[12]    

ينافي هذا التوحيد ويبطله كما قال تعالى لـما ذكر حال َخواصَّ أوليائه ومُـقَرَّبي رسله ، ]ذلك هُدى الله يهدي به من يشاء من عباده ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون[.

والشركُ قد عرَّفهُ النبيُّ ﷺ‬ بتعريف جامع ، كما في حديث ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: يا رسول الله ، أيُّ الذنب أعظم؟

قال: أن تجعل لله ندًّا وهو خَــلَــقك.[13]

والنِّــــدُّ ؛ المثلُ والشبيهُ ، فمن صرف شيئًا من العبادات لغير الله فقد أشرك به شركًا يُبطلُ التوحيد وينافيه ، لأنه شبَّهَ المخلوق بالخالق وجعله في مرتبته ، ولهذا كان أكبر الكبائر على الإطلاق ، ولِـما فيه من سوء الظن به تعالى ، كما قال الخليل عليه السلام ]ءإفكاً آلهة دون الله تريدون * فما ظنكم برب العالمين[ ، قال العلامة ابن القيم رحمه الله:

(أي فما ظنكم أن يجازيكم إذا لقيتموه وقد عبدتم غيره؟

وما ظننتم به حتى عبدتم معه غيره؟

وما ظننتم بأسمائه وصفاته وربوبيته من النقص حتى أحْوَجَـــكم ذلك إلى عبودية غيره؟

فلو ظننتم به ما هو أهله من أنه بكل شيء عليم ، وعلى كل شيء قدير ، وأنه غني عن كل ما سواه ، وكل ما سواه فقير إليه ، وأنه قائم بالقسط على خلقه ، وأنه المتفرد بتدبير خلقه ، لا يَشرَكُه فيه غيره ، والعالِـم بتفاصيل الأمور ، فلا تخفى عليه خافية من خلقه ، والكافي لهم وحده ، فلا يـَحتاج إلى مُعِين ، والرحمـٰن بذاته ، فلا يحتاج في رحمته إلى من يستعطفه ، وهذا بخلاف الملوك وغيرهم من الرؤساء ، فإنهم متحاجون إلى من يعرِّفُـــهم أحوال الرعية وحوائجِهم ، والذي يعينهم على قضـاء حوائجهم ، وإلى من يسترحمهم ويستعطفهم بالشفاعة ، فاحتاجوا إلى الوسائط ضرورةً لحاجتهم وضعفهم وعجزهم وقصور علمهم.

فأما القادر على كل شيء ، الغني بذاته عن كل شيء ، العالم بكل شيء ، الرحمـٰن الرحيم ، الذي وسِعت رحمته كل شيء ؛ فإدخال الوسائط بينه وبين خلقه تنقُّصٌ بحق ربوبيته وإلـٰهيته وتوحيده ، وظنٌّ به ظن السوء ، وهذا يستحيل أن يَشرَعه لعباده ، ويمتنع في العقول والفِطَرِ جوازه ، وقُــبحه مستقر في العقول السليمة فوق كل قبيح)[14]. انتهى.

إذا عرفت هذا ؛ فصلاح العباد وفـلاحه وسعادته ونجاته وسروره نعيمه في إفراد الله بهذه العبادات ، والإنابة إليه بما شرعه لعباده منها ، وأصلها كمال المحبة وكمال الذل والخضوع كما تقدم ، هذا سر العبادات وروحها ، ولابد في عبادة الله من كـمال الحب وكمال الخضوع ، فأحب خلق الله إليه وأقربهم منزلة عنده من قام بهذه المحبة والعبودية ، وأثنى عليه سبحانه بذكر أوصافه العلى ، فمِن أجل ذلك كان الشرك أبغض الأشياء إليه ، لأنه يُـــنقص هذه المحبة والخضوع والإنابة والتعظيم ، ويجعل ذلك[15] بينه وبين من أشرك به ، والله لا يغفر أن يشرك به ، لأنه يتضمن التسوية بينه تعالى وبين غيره في المحبة والتعظيم وغير ذلك من أنواع العبادة ، قال تعالى ]ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادًا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبًّا لله[ ، أخبر سبحانه أن من أحب شيئًا دون الله كما يحب الله فقد اتخذه ندًّا ، وهذا معنى قول المشركين لمعبوديهم ]تالله إن كنا لفي ضلال مبين * إذ نسويكم برب العالمين[ ، فهذه تسوية في المـحبة والتأله ، لا في الذات والأفعال والصفات ، فمن صرف ذلك لغير إلـٰهه الحق[16] فقد أعرض عنه ، وأبَقَ[17] عن مالكه وسيده ، فاستحق مقته وبغضه وطرده عن دار كرامته ومنزِل أحبابِه.

 (والمحبة ثلاثة أنواع[18]: محبة طبيعية ، كمحبة الجائع للطعام ، والظمآن للماء ، وغير ذلك ، وهذه لا تستلزم العظيم.

 والنوع الثاني محبة رحمة وإشفاق ، كمحبة الوالد لولده الطفل ونحوها ، وهذه أيضًا لا تستلزم التعظيم.

 والنوع الثالث مـحبة أُنْسٍ وأُلفةٍ ، وهي محبة المشتركين في صناعة أو علم أو مرافقة أو تجارة أو سفر لبعضهم لبعض ، وكمحبة الإخوة بعضهم بعضا.

فهذه المحبة التي تصلُح للخلق بعضهم لبعض ، ووجودها فيهم لا يكون شركًا في محبة الله سبحانه ، ولهذا كان رسول الله ﷺ‬ يحب الحلوى والعسل ، وكان أحب الشراب إليه الحلو البارد ، وكان أحب اللحم إليه الذراع ، وكان رسول الله ﷺ‬ يحب نساءه ، وكانت عائشة أحبُّهن إليه ، وكان يحب أصحابه ، وأحبهم إليه الصِّدِّيق.

وأما المحبة الخاصة التي لا تصلح إلا لله وحده ، ومتى أحب العبد بها غيره كان شركًا لا يغفره الله فهي محبة العبودية ، المستلزمة للذل والخضوع والتعظيم وكمال الطاعة ، وإيثاره على غيره ، فهذه المحبة لا يجوز تعليقها بغير الله أصلا ، وهي التي سوَّى المشركون بين آلهتهم وبين الله فيها.

وهي[19] أول دعوة الرسل ، وآخر كلام العبد المؤمن الذي إذا مات عليه دخل الجنة باعترافه وإقراره بهذه المحبة وإفراد الرب بها ، فهي أول ما يدخل به في الإسلام ، وآخر ما يَـخرج به من الدنيا إلى الله ، وجميع الأعمال كالأدوات والآلات لها ، وجميع المقامات وسائل إليها ، وأسباب لتحصيلها وتكميلها وتحصينها من الشوائب والعلل ، فهي قطب رحى السعادة ، وروح الإيمان ، وساق شجرة الإسلام ، ولأجلها أنزل الله الكتاب والحديد ، فالكتابُ هادٍ إليها ، ودالٌّ عليها ، ومفصِّلٌ لها ، والحديدُ لمن خرج عنها[20] ، وأشرك مع الله غيره فيها ، ولأجلها خُلقت الجنة والنار ، فالـجنة دار أهلها الذين أخلصوها لله وحــده ، فأخلصَهم لها ، والنار دار من أشرك فيها مع الله غيره ، وسوَّى بينه وبين الله فيها ، فالقيام بها واجبٌ علما وعملا وحالا ، وتصحيحها هو تصحيح شهادة أن «لا إلـٰه إلا الله».

فحقيقٌ لمن نصح نفسه وأحب سعادتها ونجاتها أن يتيقَّظ لهذه المسألة ، وتكون أهم الأشياء عنده ، وأجل علومه وأعماله ، فإن الشأن كله فيها ، والمدار عليها ، والسؤال يوم القيامة عنها ، كما قال تعالى ]فوربك لنسألنهم أجمعين * عما كانوا يعملون[.

قال غير واحد من السلف: هو عن قول «لا إلـٰه إلا الله».

وهذا حق ، فإن السؤال كـله عنها ، وعن أحكامـها وحقوقها وواجباتها ولـوازمها ، قال أبـو العالية:كلمتان يُسأل عنهما الأولون والآخرون ؛ ماذا كنتم تعبدون ، وماذا أجبتم المرسلين؟[21]

فالسؤال عماذا كانوا يعبدون ؛ هو السؤال عنها نفسها.

والسؤال عماذا أجابوا المرسلين ؛ سؤال عن الوسيلة والطريق المؤدية إليها ، هل سلكوها ، وأجابوا الرسل لما دعوهم إليها؟

فعاد الأمر كله إليها.

وأمرٌ هذا شأنه حقيقٌ بأن تُــثنى عليه الخناصرُ ، ويُعَضُّ عليه بالنواجذِ ، ويُقبضُ فيه على الجمرِ ، ولا يُؤخذُ بأطراف الأناملِ ، ولا يُطلبُ على فضلةٍ[22] ، بل يُـجعل هو المطلب الأعظم ، وما سواه إنما يُطلب على الفضلة).[23]

والله المسئول أن يمن علينا بتحقيق ذلك علمًا وعملاً وحالاً ، ونعوذ بالله أن يكون حظنا من ذلك مجرد حكايته ، وصلى الله على عبده ورسوله محمد ، النبيِّ الأمي ، وعلى آله صحبه ، وسلم تسليمًا كثيرا.[24]



[1] هو الشيخ عبد اللطيف بن الشيخ عبد الرحمـٰن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله تعالى ، ولد سنة 1225 هـ في بلدة العلم والعلماء ؛ الدرعية ، درس على يد عدد من المشايخ ، منهم والده الشيخ عبد الرحمـٰن بن حسن ، وكذا ابن عمه الشيخ عبد الرحمـٰن بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب ، والشيخ محمد بن محمود الجزائري ، مفتي الديار الجزائرية في وقته ، وغيرهم.

وبعد تضلعه في العلم تتلمذ عليه عدد من التلاميذ ، أشهرهم الشيخ الأديب الذاب عن دين الله بشعره ونظمه ؛ سليمان بن سحمان رحمه الله تعالى.

له العديد من الكتب والرسائل ، أما الكتب فأشهرها «مصباح الظلام في الرد على من كذب على الشيخ الإمام» ، وأيضا «منهاج التأسيس في كشف شبهات داود بن جرجيس».

أما الرسائل فجمعها تلميذه الشيخ سليمان في المجلد الثالث من «مجموعة  الرسائل والمسائل النجدية» ، وبعضها مفرق في بعض المجلدات الأخرى ، كما يقع بعضها في «الدرر السنية من الأجوبة النجدية».

توفي رحمه الله سنة 1293 هـ.

باختـصار وتصـرف من ترجـمته في مقدمة كتابه «مصباح الظلام» ، والترجمة من إعداد الشيخ د. عبد العزيز بن عبد الله الزير حفظه الله.

[2] النعوت جمع نعت ، وهو الوصف.

[3] الرحضاء أي العرق.

[4] رواه اللالكائي في «شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة» (2/441) ، بلفظ (والاستواء منه غير مجهول) ، والبيهقي في «الأسماء والصفات» (867) ، بلفظ (الاستواء غير مجهول) ، وقوله (غير مجهول) في الروايتين تعني أنه معلوم ، أي أن معنى الاستواء معلوم ، وهو العلو والارتفاع ، وقال الذهبي: هذا ثابت عن مالك. انظر «العلو» ، ص 138 ، الناشر: مكتبة أضواء السلف – الرياض.

[5] يقصد الشيخ أن السؤال عن الكيفية هو المقصود بوصف مالك أنه بدعة.

[6] القيوم هو الذي تقوم بأمره شؤون الدنيا والآخرة ، والذي يقوم بنفسه ويقوم به غيره ، قال تعالى ]الله لا إلـٰه إلا هو الحي القيوم[.

[7] أي كلمة «لا إلـٰه إلا الله».

[8] هذا شروع في بيان الموضوع الثاني في هذه الرسالة.

[9] الناجيات أي السراع.

[10] الوظيف هو عظم الساق ، فقوله (أتبعت وظيفا وظيفا) أي أتبعت وظيف يدها وظيف رجلها إذا سارت.

[11] البيت لطَرَفة بن العبد ، يصف طَـرفة ناقة من النياق ، لعلها ناقته ، فيقول أنها تجاري العتاق وهي كِرام الإبل ، أي تباريهن في سيرها على (مورٍ معبَّدِ) ، وهاتان الكلمتان هما الشاهد ، فمعنى مُور أي طريق ، أي أنها تسير على طريق مذلل ، وبهذا يكون معنى العبادة هو التذلل.

[12] هذا شروع في بيان الموضوع الثالث في هذه الرسالة.

[13] رواه البخاري (6001) ، ومسلم (86).

[14] «الداء والدواء» ، ص 212 ، الناشر: دار ابن الجوزي – الدمام.

[15] أي تلك المحبة والخضوع والإنابة والتعظيم.

[16] أي الله تعالى.

[17] أبَـقَ أي هرب.

[18] هذا شروع في بيان الموضوع الرابع في هذه الرسالة.

[19] أي المحبة الخاصة ، والتي هي محبة العبودية الله.

[20] يعني بالحديد السيف.

[21] روى ابن جرير بإسناده عن أبي العالية في تفسير قوله تعالى ]فوربك لنسألنهم أجمعين * عما كانوا يعملون[ ، قال: يُسأل العباد كلهم عن خلتين يوم القيامة ؛ عما كانوا يعبدون ، وعما أجابوا المرسلين.

تفسير سورة الحجر ، الآيات 92 – 93 .

وقال ابن القيم رحمه الله: وهاتان الكلمتان هما مضمون الشهادتين.

«الرسالة التبوكية» ، ص 80 ، الناشر: مكتبة الخراز – جدة.

[22] الفضلة هي بقية الشيء ، كما يقال: فضل الطعام.

[23] من قوله (والمحبة ثلاثة أنواع) إلى هنا منقول من كلام لابن القيم رحمه الله في كتابه «طريق الهجرتين» ، فصل: حد للمحبة والكلام عليه ، ص 641 – 645 ، باختصار. (تحقيق: محمد أجمل الصلاحي ، الناشر: دار عالم الفوائد – مكة)

[24] انتهى كلامه رحمه الله ، وهذه الرسالة مثبتة في «الدرر السنية في الأجوبة النجدية» (2/315 – 323) و «مجموعة الرسائل والمسائل النجدية» ، (3/319 – 325) ، وبينهما فروقات يسيرة ، وقد اخترت منها ما هو أنسب للسياق ، وأما النقولات عن ابن القيم رحمه الله فضبطتها من مصادرها.