هذا المحاضرة تعريف بالنبي صلى الله عليه وسلم وشمائله ومكانته في قلوب المسلمين وفي العالم .وهو بيان حقيقة النبي محمد صلى الله عليه وسلم لغير المسلمين كما هوتصدي لمحاولات النيل من شخصيته ومكانته العظيمة. حاول المحاضر إبراز جوانب الرحمة والسماحة والعدل والخلق الكريم في شخصية النبي محمد صلى الله عليه وسلم وبين كيف الإقتداء بمنهاجه في معالجة المشكلات المعاصرة.
إن كلمة لا إله إلا الله هي الكلمة التي فطر الله الناس عليها، وهي التوحيد الذي بعث الله به رسله، وأنزل به كتبه، وهي شعار الإسلام، وهي الفارق بين الكفر والإيمان. ولا يخفى على كل مسلم أن الشهادتين أساس الدين وركنه الأول، والأصل الذي تقوم عليه بقية الأركان، وتنبني عليه سائر الأحكام، فإن كان سليماً قوياً، استقامت سائر الأعمال، وكانت مقبولة عند الله - جل وعلا -، وانتفع بها صاحبها، وإن اختل هذا الأساس، فسدت سائر الأعمال وصارت وبالاً على صاحبها وحسرةً وخسارة وهباءً منثوراً.
العرب كان شأنها أن تسب الدهر عند النوازل والحوادث والمصائب النازلة بها من موت أو هرم أو تلف مال أو غير ذلك فيقولون " يا خيبة الدهر " ونحو هذا من ألفاظ سب الدهر فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر " أي : لا تسبوا فاعل النوازل فإنكم إذا سببتم فاعلها وقع السب على الله تعالى لأنه هو فاعلها ومنزلها ، وأما الدهر الذي هو الزمان فلا فعل له بل هو مخلوق من جملة خلق الله تعالى. ومعنى " فإن الله هو الدهر " أي : فاعل النوازل والحوادث وخالق الكائنات والله أعلم .
وإذا اضطرب الأمن ـ عياذًا بالله ـ ظهرت الفتَن، وتزلزلت الأمّة، والتبَس الحقّ بالباطل، واستعصى الإصلاح على أهلِ الحقّ. ومِن أجل هذا فإنّ كلَّ عملٍ تخريبيّ يستهدف الآمنين ومعصومي الدّماء والنّفوس فهو عملٌ إجراميّ محرّم، مخالفٌ لأحكام شرع الله، فكم من نفس مسلمة وغير مسلمة بريئة أزهِقت، وكم من نفوس آمنة رُوِّعت. مفاسدُ عظيمة، وشرور كثيرة، وإفساد في الأرض، وترويع للآمنين، أين يذهبون من قوله عليه الصلاة والسلام: ((لا يزال المسلم في فسحةٍ من دينه ما لم يصِب دمًا حرامًا))؟! إنّ الموقفَ الصّريح الذي لا لبسَ فيه، ولا يُختَلف عليه هو إنكارُ هذا العملِ واستنكاره ورفضُه وتجريمه وتحريمه من أي شخص كان.
كيف تكون من الذين يحبون النبي حقًّا؟: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أفضل الأنبياء والمرسلين، ومحبته واجبة على كل من يؤمن بالله واليوم الآخر على أن تكون محبةً لا إفراط فيها ولا تفريط، يُصدِّقها الاتباع لسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.