للأخلاق منزلة عظيمة في الإسلام، وهي من الأصول والأسس التي جاءت بها الديانات السماوية، وسعى الرسل والأنبياء إلى نشرها في المجتمعات، لما لها من أهمية، لا يمكن تصور الحياة بدونها، وإلا انقلبت إلى غابة، يأكل القوي فيها الضعيف. وقد تعاضدت الآيات والأحاديث في الدعوة إلى الأخلاق الفاضلة، والحث على ممارستها، حتى تصير سجية في النفوس، تصدر عنها بيسر وسهولة وعفوية، من غير حاجة إلى فكر وروية وتدبر، ولا انتظار غرض مادي أو منفعة خاصة. وروى مالك والحاكم والبيهقي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، وروى الشيخين أن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشًا ولا متفحشًا.