لقد شاء الله - سبحانه وتعالى - بسابق حكمته أن يفاضل بين بعض خلقه على بعض في جميع ما أنشأ على أرضه وسماواته، ففاضل بين الشهور والأيام، والدهور والأعوام، والأمم والرسل والأنام، وكذا فاضل بين البلاد والأمكنة، وبقاع الأرض البادية والمتمدنة، فجعل الحرمين الشريفين وثالثهما والمشاعر من أقدس الأماكن، فيها اللجاء إلى الله، والتماس نفحات قدس الله، والسير من كل فج بقصد الفوز برضوان ومغفرة من الله. ومكة أم القرى لها من الفضائل ما لا يبارى، يوجز منها الأخ أبو أنس إشارات، وقد تفي الإشارة عن ألف عبارة.