ثبت عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أنه قال: «الطهور شطْر الإيمان» أي: نصفه، وذلك أن الإيمان يشتمل على أمرين: نفي وإيجاب، فالنفي: شطر الإيجاب؛ ولذلك جعل النبي - صلى الله عليه وسلم - الطهور شطر الإيمان. والطهارة نوعان: طهارة معنويَّة وطهارة حسيَّة، فأما الطهارة المعنوية فهي: تطهير القلب من الشرك إلى الإيمان والإخلاص، وطهارة القلب من النفاق إلى اليقين والإيمان الثابت الراسخ، وطهارة القلب من الابتداع إلى اتّباع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وطهارة القلب من الغِل والحقد على المسلمين إلى محبة الخير لهم والنصح ومن العداوة والبغضاء إلى المحبة والولاء، هكذا يجب على المؤمنين أن يكونوا كذلك أخوة متآلفين متحابِّين في دين الله عزَّ وجل، وتحدث المؤلف عن أحكام المسح على الخف والجورب.