هجر القرآن الكريم : أنواعه وأحكامه - صيني عرض باللغة الأصلية

نبذة مختصرة

البشرية بأسرها في حاجة إلى نور القرآن؛ لتُصان كرامةُ الإنسان, وأشد الناس احتياجاً إليه هم المسلمون؛ يعتصمون به, ويُقيمون أحكامه في حياتهم, ويُجاهدون به أعدائهم, ويُصلحون به دنياهم, ويستقبلون به آخرتهم. وإننا اليوم نشهد هَجْراً للقرآن العظيم في أنحاءٍ شتَّى, فإلى الله وحده المُشتكى؛ لقد هُجِر القرآنُ الحكيم تلاوةً, وزهد الكثير في مذاكرته وحفظه وتدارسه على الرغم من حرصهم الشديد على متابعة وسائل الإعلام المختلفة. وهُجِر القرآنُ المجيد استماعاً, وارتبط استماع القرآن في أذهان الكثيرين بالأحزان والسُّرادقات التي تُقام للمآتم! بل أقبلوا على سماع اللهو والغناء! وهُجِر القرآنُ العزيز تدبُّراً, ولو أُنزِل على الجبال الرَّواسي الشامخات لتصدَّعت من خشية الله, وهُجِر القرآنُ العظيم عملاً, فبدل أن يكون منهج حياة متكامل؛ أصبح يُقرأ عند القبور, ويُهدى ثوابه للأموات, مع أن الأحياء أحوج منهم إلى الثواب, واتخاذه منهج حياة. وهُجِر القرآنُ العظيم تحاكماً, ووقع المسلمون في المُنكر الأعظم, بتنحية كتاب الله عن الحُكم بين الناس, واتُّهِم شرع الله بالضَّعف والعجز والقصور والتخلف عن ركب الحضارة! وحلَّ محلَّه القانون الوضعي الضعيف القاصر, يحكم في الدماء والأموال والأعراض إلاَّ ما رحم ربك. وهُجِر القرآنُ الكريم استشفاءً وتداوياً, ولجأ الناس إلى السحرة والعرَّافين والدَّجَّالين يطلبون منهم الشفاء والدواء لأمراضهم! فهل من عودةٍ وهل من أوبةٍ؟ نسأل الله تعالى العفو والعافية في الدنيا والآخرة.

تنزيــل
أرسل ملاحظة