فإن الدعوة إلى الله تعالى من ميراث الأنبياء، وقد وَرِثَه العلماء والدعاة، فالأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا، وإنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر، ومن لديه علم فإنه سيدعو ويبلغ رسالة الله تعالى.
فكل عبادة يُتعبد بها الله - عز وجل -، ولم يكن عليها أمر النبي صلى الله عليه وسلم، فهي باطلة وبدعة، وسالكها مقدوح في سلوكه وأمره وعبادته بمقدار تلك البدعة، وربما كانت بدعة كفرية؛ يخرج بها من أصل الدين - نسأل الله العافية للمسلمين -.
النفاق خطره وأضراره وصفات أهله : تحدث الشيخ - حفظه الله - عن تعريف النفاق،وسببه، والوسائل التي يكون بها النفاق، وبيان صفات أهله، وكيفية التخلص منه، وحكم الإسلام على المنافق، وأقسام النفاق . ثم قام سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ - حفظه الله - بالتعليق على المحاضرة.
الثبات على دين الله موضوع مهم وخطير؛ لأنه متعلق بحسن الخاتمة، ومتعلق بالقلوب التي هي الأساس، ولأنه منَّة يمتن الله بها على من يشاء من عباده، ولكثرة الفتن والمغريات السائدة في عصرنا الحاضر كان المسلم بحاجة إلى ما يثبته على دين الله والاستقامة عليه، وفي هذه المحاضرة بين الشيخ - حفظه الله - الأسباب التي تعين المسلم على الثبات على دينه.
فقه الأزمات والفتن : محاضرة ألقاها معالي الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ - حفظه الله - بكلية الشريعة عام 1425هـ، بين فيها بعض الأصول والضوابط التي يجب معرفتها، للتوصل إلى الأحكام الشرعية في وقت الأزمات.
تحتوي هذه المحاضرة لى بيان مزايا كلام شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - وكيفية قراءة كتبه في العقيدة، وأيضاً مزايا كلامه في الفقهيات، وكيفية الاستفادة من مباحثه الفقهية.
في هذه المحاضرة بيان بعض الضوابط التي يجب أنْ نأخذ بها في تلقي السيرة، وفي الاستدلال والفهم، ومنها: ترتيب قوة مصادر السيرة، وأنه يستفاد منها في أنواع من الفوائد الدعوية والإيمانية والعلمية، وأنها كانت صراعًا بين التوحيد والشرك، وأن يهَابَ أهل العلم وطلبة العلم والدعاة من أن يخوضوا في السيرة بلا علم، وغيرها من الضوابط في فهم سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم.
في هذه المحاضرة بيان المنهج المنضبط للقراءة في كتب أهل العلم، وأن من لم يسر في حياته كلها على منهج منضبط يرجعُ إليه، فإنه سيترك الطريق الواضح، وسيأخذ بالطرق المختلفة، ويضيع وقته وجهده.
ذكر جملة من الوصايا النافعة، ذلك أن الوصية لها شأن عظيم في هذا الدين، ذلك أنه جاء في القرآن الكريم، وفي سنة النبي صلى الله عليه وسلم ذِكر أوامر كثيرة ونَواهٍ بلفظ الوصية، فالأوامر والنواهي وصية عظيمة من الوصايا التي في الكتاب والسنة، ولهذا فلا غرابة أن يكون المرء مُسْتَوْصى به، وأن يكون مُوصِيًا، فإذا كان المرء قد أُوصِيَ، فإنه ينبغي له أن ينقل هذه الوصية إلى من بعده.
فإن الإيمان بيوم الله الآخِر رُكْنٌ من أركان الإيمان، ولا يصح إيمان عبد حتى يَعلم ويَتَيَقَّنَ دون رَيْبٍ أو تَرَدُّدٍ أنَّ ثَم يومًا يَرجع فيه الناس إلى الله، فيُحاسب المحسِن والمسيء، فيجازي المحسِن بإحسانه، ويجازي المسيء بإساءته.
فإنّ الحرص مركّب في النفس البشرية، فكل امرئ تجد عنده من الحرص بقدر ما رزقه الله منه، وخلق الله العباد وفَطَرهم على أن يكونوا حريصين، فالحرص موجود في النفس، ولهذا كان من توجيهات الشّرع الحكيم أن يوجّه حتى ما هو من شؤون النّفس، حتى تتوجه نفسُ العبد قلبًا وقالبًا، صورةً وروحًا، حتى تتوجه إلى الله - عز وجل -، حتى تتوجّه إلى ما يستقبلها بعد الممات، فلتكن حريصًا، ولتكن شَغُوفًا، ولتكن مُقبلا على الذي ينفعك، على الذي ينفعك في آخرتك، على الذي ينفعك فيما ستؤول إليه حياتك، وما يتبع ذلك من أمر الدنيا.
فقد أجمع الناس على أن الإمام أحمد رحمه الله هو إمام هدى، وأنه رأس أئمة أهل السنة والجماعة، وأن محبته ودراسة سيرته عَلَم على مَحَبَّة ما انْدَرس مِن سُنَّة النبي صلى الله عليه وسلم، ومن ثم كان الناس في زماننا هذا يُمْتَحنون بمحبة الإمام أحمد، فمن أحبه فهو صاحب سُنَّة، ومن قدح فيه فهو صاحب بدعة وضلالة.
فهذا مدخل إلى علم التفسير، إذا تأمله طالب العلم والراغب في معرفة التفسير أمكنه أن يعلمه، وأن يعرف طرقه، وأن يتعلم مصادره، وأن يكون على بينة وذكر من أصح الطرق التي إذا سلكها صار عالمًا بتفسير القرآن على وجه الصواب.
فلم يزل علماء السلف يعتبرون المقاصد في أحكامهم وفتاويهم، وتارة ينصون على ذلك، وتارة يعتبرونه فيما ينظرون به إلى الأحكام الشرعية بعامة، ففَهْم كلام السلف، وحمل متشابهه على مُحْكَمه، ودراية مقاصد الأئمة في أحكامهم، وعدم الاستدلال بالمتشابه من ذلك، أو الاستشهاد به على المحكمات هذا إنما يُدرَك بمعرفة مقاصد الأحكام الشرعية التي رآها الأئمة.
فإن التفسير أبوابه كثيرة ومختلفة، ولكن قلَّت العناية في هذا الزمن بالتفسير؛ لأن كثيرين يظنون أنّهم يعلمون كلام الله جل وعلا، ولا شك أن الذي يعلم كلام الله جل وعلا، ويعلم معانيه، ويُدرك مراميه وإعجازه وبلاغته وما فيه، سيكون ملتذًّا بهذا القرآن مقبلًا عليه، يزِن قلبه وينشرح صدره حين يُقبل على هذا القرآن، إذن فالوصية أن يهتم الجميع في القرآن حفظًا وتلاوة، ثم الاهتمام بتدبر القرآن وتفسيره عبر كتب التفسير المعتمدة، وخاصةً كلام الصحابة والتابعين وتابعيهم والمأمونين من أئمة أهل العلم والدين والتفسير.
فإن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبًا، طيب يحب الطيبين، خلق الجنة وجعلها دارًا طيبة، وجعلها مأوى للطيبين، فالله طيبٌ جل وعلا يحب الطيب من الأقوال، ويحب الطيب من الأفعال، ويحب الطيب في الكسب، ويحب الطيب في التصرفات، والخبيث يكرهه جل وعلا من الأشخاص ومن الأحوال ومن الأقوال والأعمال والأموال، ويحب الله تعالى الطيب في ذلك كله.