حكم النكاح وفضله

الحياةُ الزوجيةُ أساسٌ في استقرارِ الأسرةِ والمجتمعِ، وهي مصدرُ إعدادِ نَشْءٍ صالحٍ وجيلٍ ناجحٍ، وقد وضع القرآنُ الكريمُ أسساً لدوامِ استقرارِها وصفائِها، ومن أبرزِ تلك الأسسِ المودةُ والعشرةُ القائمةُ على المَحبةِ والإيناسِ والتآلفِ والسَكَن، وهذا السَكَن معناه الاستقرارُ والمشاركةُ واطمئنانُ المرءِ إلى أنه مع شخص يَسْعَدُ بهِ ويَستريحُ معه، ويُعينُه إذا احْتاَج، ويُؤْنِسُه إذا ضاق بكل مودة ومحبة ورحمة. ومن هذه الأسسِ أيضا الشعورُ بالتكاملِ بين الزوجين، وهو الذي عَبَّر عنه القرآنُ الكريمُ في قوله تعالى:( هن لباس لكم وأنتم لباس لهن) فمَهامُ المرأةِ لا يقْوى عليها الرَجُل، وأعْباءُ الرجُلِ يشُقُ على المرأة تحمُّلُها أو القيامُ بها، فإذا تكامل الزوجانِ تحقَقَ لكلٍ منهما ما يُريد، وأثمرت تلك العلاقةُ بيتاً سعيداً بإذن الله تعالى.

قال الإمام الصنعاني في سبل السلام: قد صح أن بلالاً الحبشي نكَح هالةَ بنتَ عوفِ أختَ عبد الرحمن بنِ عوف القرشي رضي الله عنهم، فالمعتبر هو الدين. ثم قال: " وللناس في هذه المسألة عجائبُ لا تدور على دليل غيرَ الكبرياءِ والترفع ، ولا إله إلا الله ، كم حُرمت المؤمناتُ النكاح لكبرياء الأولياء واستعظامهم أنفسَهم . اللهم إنا نبرأ إليك من شرطٍ ولـَّده الهوى وربَّاه الكبرياء .. "وقد صدق رحمه الله.

الكفؤ هو المثيل والشبيه أو المثيل والنظير. والكفاءة في الدين لا شك أنها معتبرة، وقد اتفق عليها. هذه الخطبة تبين حكم الإسلام في ذلك.

هذه السلسلة شرح باب النكاح.

هذه المحاضرة القيمة تبين حق الزوج على زوجته وحق الزوجة على زوجه.

إن الله سبحانه فرض فرائض وحد حدوداً فاعرفوا حدود الله وأحكامه واعلموا بما تقتضيه شريعته الكاملة، إلا وأن مما أحكمه الله شرعاً وتنظيماً ذلك النكاح الذي جعله الله صلة بين بني آدم وسبباً للقربى بينهم، ورتب لعقده وفسخه أحكاماً معلومة وحدوداً معروفة. فهو عقد عظيم خطير يترتب عليه من أحكام الله شيء كثير، يترتب عليه النسب والإرث والمحرمية والنفقات وغيرها. فمن ثم اعتنى الشارع به اعتناء عظيماً بالغاً، فجعل له شروطاً وحرمات. ونحن نذكر هنا شيئاً من ذلك.

هذه موعظة في سنية الزواج في شوال.